للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرابع من أقسامها: أن تكون تعجّبا، فلا تضاف إلاّ إلى النّكرات، تقول:

أيّ رجل زيد! وأيّ رجلين أخواك! وأيّ رجال إخوتك! وإن شئت أدخلت قبلها سبحان الله؛ لئلاّ يلتبس التعجّب بالاستفهام، فقلت: سبحان الله، أيّ رجل زيد!

والخامس: أن تكون مناداة، فيلزمها حرف التنبيه، والوصف بما فيه الألف واللام، تقول: يا أيّها الرجل، وإنما جعلوها وصلة إلى نداء ما فيه الألف واللام؛ لأنهم كرهوا الجمع بين التخصيص بالنداء والألف واللام، ولا يجوز فى صفتها إلاّ الرفع؛ لأنها صفة لا يجوز الوقف دونها، فهى المناداة فى المعنى، بخلاف الصّفة فى قولك: يا زيد الظريف، وفى قوله (١):

يا حكم الوارث عن عبد الملك

وأجاز المازنىّ نصب صفتها حملا على نصب «الظريف» و «الجواد» فى قول جرير (٢):

فما كعب بن مامة وابن سعدى ... بأجود منك يا عمر الجوادا

والقياس ما أجمع عليه النحويّون، وقد أوضح ما قلته سيبويه، فى قوله:

«وإنما صار وصفه، لا يجوز فيه إلاّ الرفع؛ لأنك لا تستطيع أن تقول: يا أيّ، ولا: يا أيّها، وتسكت؛ لأنه مبهم يلزمه التفسير، فصار هو والرجل بمنزلة اسم واحد، فكأنك قلت: يا رجل (٣)». انتهى كلامه.

فإن جئت بعد صفتها بمضاف، فلك فيه الرفع والنصب، تقول: يا أيّها الرجل ذو الجمّة، على الوصف للرجل، وذا الجمّة على البدل من «أيّ» كأنك


(١) رؤية. ديوانه ص ١١٨، والمقتضب ٤/ ٢٠٨، والمغنى ص ١٩، وشرح أبياته ١/ ٦٠.
(٢) فرغت منه فى المجلس الثامن والثلاثين.
(٣) الكتاب ٢/ ١٨٨، وفيه «لا يكون فيه» مكان: «لا يجوز فيه».