للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - فرق ابن الشجرى بين تخفيف الهمزة، وبين إبدالها ياء، فذكر فى قول المتنبى:

جربت من نار الهوى ما تنطفى ... نار الغضا وتكل عما تحرق

قال (١): أبدل من همزة «تنطفئ» ياء، لانكسار ما قبلها، كما أبدل الفرزدق من المفتوح ما قبلها ألفا، فى قوله:

راحت بمسلمة البغال عشيّة ... فارعى فزارة لا هناك المرتع

وهذا لا يسمى تخفيفا، وإنما هو إبدال، لا يجوز إلا فى الشعر، والتخفيف الذى يقتضيه القياس فى هذا النحو أن تجعل الهمزة بين بين.

وهذا من كلام ابن جنى فى المحتسب أيضا، كما ذكرت فى حواشى التحقيق.

٣ - حكى ابن الشجرى عن أبى على الفارسى حذف «فيه» من قول امرئ القيس:

*كبير أناس فى بجاد مزمّل*

أى مزمّل فيه، ثم قال ابن الشجرى (٢): «ولولا تقدير «فيه» هاهنا، وجب رفع «مزمّل» على الوصف لكبير، وتقدير «فيه» أمثل من حمل الجرّ على المجاورة».

وقد ذكرت فى تحقيق هذا الموضع أن هذا هو رأى ابن جنى فى الخصائص.

٤ - ذهب ابن الشجرى (٣) إلى أن «كلاّ» لا تضاف إلى واحد معرفة.

وقد رأيت هذا الرأى معزوّا إلى ابن جنى، فى الأشباه والنظائر للسيوطى. وذكرته فى حواشى التحقيق.


(١) المجلس الثانى عشر.
(٢) المجلس الثالث عشر.
(٣) المجلس الحادى والثلاثون.

<<  <  ج: ص:  >  >>