للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبقول الفرزدق (١):

أتغضب أن أذنا قتيبة حزّتا ... جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم

وهذا قول خال من علم العربيّة. والصواب أنّ «أن» فى الآى المذكورة والأبيات الثلاثة، على بابها، فهى مع الفعل الذى وصلت به فى تأويل مصدر مفعول من أجله، فقوله: {وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} معناه: لأن جاءهم، ومن أجل أن جاءهم، وكذا التقدير فى جميع ما استشهد به، ثم أقول: إنّ تقدير «إذ» فى بعض هذه الآى التى استشهد بها يفسد المعنى ويحيله، ألا ترى أنّ قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا} لا يصحّ إلاّ بتقدير: من أجل أن يكبروا، ويفسد المعنى بتقدير: إذ يكبروا، ثم إذا قدّرها فى هذه الآية بالظرف الذى هو «إذ» ونصب بها الفعل، فحذف نون «يكبرون» كان فسادا ثانيا.

قول جميل: «ناسبت بثنة» اسم محبوبته بثينة، وإنما كبّرها ضرورة، والبثنة: الزّبدة.

...


(١) ديوانه ص ٨٥٥، والكتاب ٣/ ١٦١، ومعانى القرآن للفراء ٣/ ٢٧، والبصريات ص ٤٤٤، والمسائل المنثورة ص ٢٣٣، والأزهية ص ٦٩، ومشكل إعراب القرآن الكريم ١/ ٢١٨، والمعنى ص ٢٦، وشرح أبياته ١/ ١١٧، والخزانة ٩/ ٧٨، وفهارسها. وقتيبة: هو قتيبة بن مسلم الباهلىّ، وابن خازم: هو عبد الله بن خازم السلمى. الكامل ص ٥٩٨ - ٦٠١.