للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«ونقل الشريف أبو السعادات هبة الله بن الشجرى الإجماع من البصريين والكوفيين، على جواز تقديم الخبر إذا كان جملة، وليس بصحيح، وقد قدمنا نقل الخلاف فى ذلك عن الكوفيين».

والذى ذكره ابن الشجرى الإجماع من البصريين ليس غير. قال وقد سئل عن إعراب هذا البيت (١):

أنى تردّ لى الحمول أراهم ... ما أقرب الملسوع منه الداء

«فأجبت بأن الداء مبتدأ قدّم خبره عليه، وإن كان الخبر جملة اتساعا، لأن البصريين مجمعون على جواز تقديم الجملة على المخبر بها عنه، كقولك: مررت به المسكين، وأكرمت أخاه زيد، أى المسكين مررت به، وزيد أكرمت أخاه».

ثم نقل عن ابن الشجرى، فى باب الاشتغال، نصب «فارس» من قول الشاعرة (٢):

فارسا ما غادروه ملحما ... غير زمّيل ولا نكس وكل

ونقل عنه أيضا ما حكاه عن أبى على الفارسى، من جواز مجىء الحال من المضاف إليه (٣).

الزركشى-محمد بن بهادر بن عبد الله

(٧٩٤ هـ‍)

صاحب كتاب «البرهان فى علوم القرآن»، وعليه بنى السّيوطىّ كتابه «الإتقان فى علوم القرآن» الذى ذهب بالشهرة كلها. وقد نقل الزركشىّ فى كتابه هذا عن ابن الشجرى، مصرّحا بالنقل، فى تسعة عشر موضعا (٤). غير أن هناك ملاحظتين على نقل الزركشى عن ابن الشجرى:


(١) المجلس الرابع.
(٢) شرح ابن عقيل على الألفية ١/ ٤٤٧، وقارن بالأمالى-المجلس الثامن والعشرين.
(٣) شرح ابن عقيل على الألفية ١/ ٥٤٦، وقارن بالأمالى-المجلس السادس والسبعين.
(٤) تراها فى فهرس الأعلام من البرهان ٤/ ٤٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>