للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشققت بطنيهما، وعرفت ظهريكما، وحيّا الله وجهيكما، فممّا ورد بهذه اللغة قول الفرزدق (١):

بما فى فؤادينا من الشوق والهوى

وقول أبى ذؤيب (٢):

فتخالسا نفسيهما بنوافذ ... كنوافذ العبط التى لا ترقع

أراد بطعنات نوافذ، والعبط: جمع العبيط: وهو البعير الذى ينحر لغير داء.

والجمع فى هذا ونحوه، هو الوجه، كما جاء فى التنزيل: {قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا} (٣)، وجمع هميان بن قحافة بين اللغتين فى قوله:

ومهمهين قذفين مرتين ... ظهراهما مثل ظهور التّرسين (٤)

المهمه: المفازة الخرقاء، والقذف والقذيف: البعيد، والمرت: كلّ مكان لا ينبت مرعى.

وربما استغنوا فى هذا النحو بواحد، لأن إضافة العضو إلى اثنين تنبئ عن المراد، كقولك: ضربت رأس الرجلين، وشققت بطن الحملين، ولا يكادون يستعملون


(١) ديوانه ص ٥٥٤، والكتاب ٣/ ٦٢٣، والجمل ص ٣١٢، والتبصرة ص ٦٨٥، وما يجوز للشاعر فى الضرورة ص ١٨٥، وتفسير الطبرى ٨/ ٤١، وأنشده ابن الشجرى مرة أخرى فى المجلس الخامس والستين. وانظر معجم الشواهد ص ٢٣٦. وعجز البيت: فيبرأ منهاض الفؤاد المشعف وفى رواية القافية خلاف، انظره فى حواشى الكتاب والطبرى.
(٢) شرح أشعار الهذليين ص ٤٠، وتخريجه فى ص ١٣٦٢، ومعجم الشواهد ص ٢٢٧، هو أيضا فى شواهد التوضيح ص ٦١.
(٣) سورة الأعراف ٢٣.
(٤) ينسب أيضا إلى خطام المجاشعى. وأعاده ابن الشجرى فى المجلس الخامس والستين. وانظر الكتاب ٢/ ٤٨،٣/ ٦٢٢، والبيان والتبيين ١/ ١٥٦، وغريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٣٩، والجمل ص ٣١٣، والتبصرة ص ٦٨٤، وإعراب القرآن المنسوب خطأ إلى الزجاج ص ٧٨٧، وشواهد التوضيح ص ٦١، وضرائر الشعر ص ٢٥٠، والخزانة ٣/ ٣٧٤، وشرح شواهد الشافية ص ٩٤، ومعجم الشواهد ص ٥٤٣.