للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشروق ومكان الغروب، وجاء فيه: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (١) أراد مشرق الشتاء ومغربه [ومشرق الصيف ومغربه (٢)] وجاء فيه: {بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ} (٣) لأنّ للشمس فى كلّ يوم مشرقا ومغربا غير مشرقها ومغربها فى اليوم الذى قبله.

وأما جمع الشمس فى الشعر القديم فنحو قول مالك الأشتر (٤):

حمى الحديد عليهم فكأنّه ... ومضان برق أو شعاع شموس

وأمّا المعانى التى نزّلهم بها منزلة الشمس، فمنها أن علوّ أقدارهم واشتهارهم فى الناس كعلوّ الشمس واشتهارها، ومنها أن الانتفاع بهم كالانتفاع بضيائها، ونماء النبات بها، ومنها أن إشراق وجوههم وصفاء ألوانهم كإشراقها وصفائها (٥).

بيت آخر منها (٦):

أمطر علىّ سحاب جودك ثرّة ... وانظر إلىّ برحمة لا أغرق

يقال: سحاب ثرّ، للكثير الماء، واستعاروه للفرس الكثير الجرى، قال الشاعر (٧):

وقد أغدو إلى الهيجا ... ء بالمحتنك الثّرّ (٨)


(١) سورة الرحمن ١٧.
(٢) سقط من هـ‍.
(٣) الآية المتمة الأربعين من سورة المعارج. وجاء فى الأصل وهـ‍ «رب» بإسقاط الباء، وهو تحريف. وتمام الآية الكريمة: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنّا لَقادِرُونَ وقد سقطت الباء أيضا من شرح ديوان المتنبى، وشارحه ينقل عن ابن الشجرى، كما قدّمت مرارا.
(٤) الأشتر: لقب له؛ لأن رجلا ضربه فى يوم اليرموك على رأسه فسألت الجراحة قيحا إلى عينه فشترتها، أى قلبت جفنها من أعلى وأسفل. واسم الأشتر: مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعى الكوفى، كان من أصحاب على رضى الله عنه، وحديثه فى الجمل وصفّين معروف. والبيت فى أمالى القالى ١/ ٨٥، وشرح الحماسة ص ١٥١، والمؤتلف والمختلف ص ٣٢، ومعجم الشعراء ص ٢٦٣، والتصريح على التوضيح ١/ ٩١، واللسان (شمس). وشرح ديوان المتنبى، الموضع السابق.
(٥) فى الأصل: وضيائها.
(٦) ديوانه:٢/ ٣٣٩.
(٧) هو ابن ضبّة، كما فى الحيوان ٤/ ٢٩، وانظر حواشيه.
(٨) رواية الحيوان «التّرّ» بالتاء الفوقية، وكذلك فى اللسان (ترر) وفيه: التّرّ من الخيل: المعتدل الأعضاء، الخفيف. ورواه الزمخشرى فى الأساس «الثر» بالثاء المثلثة، كرواية ابن الشجرى.