للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: «هزهز الأسل» الأسل: القنا، والهزهزة: الهزّ.

وقوله: «ألم يك غدرا ما فعلتم بشمعل» شمعل: ترخيم شمعلة، وهو منقول من قولهم: ناقة شمعلة: أى سريعة، ومنه اشمعلّ فى أمره: إذا جدّ فيه ومضى، قال الشّماخ (١):

ربّ ابن عمّ لسليمى مشمعلّ

وهو شمعلة بن فائد بن هلال التّغلبيّ، وكان عظيم القدر فى البادية، ذا جمال وفضل، وكان نصرانيّا، فطالبه هشام بن عبد الملك بأن يسلم، لما رأى من فضله وجماله، فأبى، فقال له هشام: لئن لم تفعل لأطعمنّك لحمك، وقال: حزّوا من فخذه حزّة خفيفة ولا تزيدوا على ذلك، ففعلوا، فقال: لو قطّعت لما أسلمت على هذا الوجه، فلما خلّى عنه قال أعداؤه: أطعمه هشام لحمه، فقال (٢):

أمن حزّة فى الفخذ منّى تباشرت ... عداتى فلا نقص علىّ ولا وتر

وإنّ أمير المؤمنين وفعله ... لكالدّهر لا عار بما فعل الدّهر

ورخّم «شمعلة» فى غير النداء ضرورة، وأعربه، لأنه رخّمه على لغة من قال:

يا حار، ولو رخّمه على اللغة الأخرى أقرّ فتحة اللام، واتّفق النحاة على جواز الترخيم فى غير النداء، على لغة الذين قالوا: يا حار، بالضم، لأن أصحاب هذه اللغة يجعلون الاسم بمنزلة ما لم يحذف منه شيء، فهم لا يريدون المحذوف، واختلفوا فى


(١) ديوان الشماخ ص ٣٨٩، مع نسبته لجبار بن جزء، وجزء: أخو الشمّاخ. وانظر تخريجه فى ص ٣٩٦ من الديوان، وانظر إيضاح شواهد الإيضاح ص ٢٢٩. وانظر المجلس التاسع والستين.
(٢) وهكذا نسب البيتان إلى شمعلة فى المكاثرة ص ٧، وجعلهما أبو الفرج فى الأغانى ١١/ ٢٨٢ من قول أعشى تغلب، والبيت الثانى فى رسالة الغفران ص ٣٦٠ منسوبا لشمعلة، والبيتان باختلاف فى الرواية فى الكامل ٣/ ١٥٨، منسوبين لشمعل التغلبى. وكذلك فى زهر الآداب ص ١٠٣٢، ونسب البيت الثانى فى المصون ص ٦٩،٩٩، إلى الأخطل، وصحّح شيخنا رحمه الله نسبته إلى شمعلة.