للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى: {وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ} (١) ومما اتفق إعرابه قوله عز وجل: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ} (٢) وقوله: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ} (٣) وليس {الْعَذابُ} رأس آية عند جميع أصحاب الأعداد، إلا الكوفيّين (٤).

وقولها:

يحفز أحشاءها الخوف حفزا

الحفز: الدّفع، والحفز: الطّعن بالرّمح، والحفز: السّوق والحثّ.

وقولها: «بملمومة رداح» أى بكتيبة ملمومة، وهى التى كثر عددها، واجتمع فيها المقنب إلى المقنب، والرّداح: الكثيرة الفرسان، وامرأة رداح: ثقيلة الأوراك.

والرّكز: الصوت الخفىّ، وفى التنزيل: {أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً} (٥).

وقولها: «ببيض الصّفاح وسمر الرّماح» جمعها بين الصّفاح والرّماح، كجمعها القديم والأديم، ويقال لكلّ سيف عريض: صفيحة، وقياسها فى الجمع صفائح، كسفينة وسفائن، وليس حقها أن تجمع على فعال، وجمعها على الصّفاح يحتمل وجهين، أحدهما: أن يكونوا جمعوها أوّلا على الصّفيح، كالسفينة والسّفين، ثم جمعوا الصّفيح على الصّفح، قياسا على رغيف ورغف، وكثيب وكثب، ثم جمعوا الصّفح على الصّفاح، كالمشط والمشاط، ومثله جمع الجمد،


(١) سورة الأحزاب ٢٠.
(٢) سورة الإسراء ٥٥.
(٣) سورة الحديد ١٣.
(٤) انظر جمال القراء ص ٢٢٠، وبصائر ذوى التمييز ١/ ٤٥٣.
(٥) آخر سورة مريم.