للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

ذكر حذف الحرف

الحرف على ضربين: حرف معنى، وحرف من نفس الكلمة.

فمن الحروف/المعنويّة التى وقع بها الحذف، أحرف خافضة، منها اللام، وحذفها مطّرد مع أنّ الشديدة وأن الخفيفة، كقولك: ما جئتك إلا أنّك كريم، تريد: إلاّ لأنك، وكذلك: ما أتيته إلا أن يحسن إلىّ، تريد: إلاّ لأن يحسن.

وممّا حذفوا منه اللام فى الشّعر، قول الأعشى (١):

أبالموت الذى لا بدّ أنّى ... ملاق لا أباك تخوّفينى

والوجه: لا أبا لك، كما قال زهير (٢):

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

وإنما ضعف حذف هذه اللام، لأنها فى هذا الكلام معتدّ بها، من وجه، وإن كانت غير معتدّ بها من وجه آخر، فالاعتداد بها، من حيث منعت الاسم، لفصلها بينه وبين المجرور بها، أن يتعرّف بإضافته إليه، فيكون اسم «لا» معرفة،


(١) لم أجده فى ديوانه المطبوع. ونسبه الصيمرى فى التبصرة ص ٣٩١ إلى عنترة، وليس في ديوانه المطبوع، وقال القيسىّ فى إيضاح شواهد الإيضاح ص ٢٨١: «هذا البيت لعنترة بن شدّاد العبسىّ، فى رواية ابن السّكّيت، ونسب لأبى حية النّميرى»، ولم أجده فى شعر أبى حية المنشور بالعدد الأول من المجلد الرابع من مجلة المورد-١٩٧٥ م، وهو فى شعره الذى نشره الدكتور يحيى الجبورى ص ١٧٧ (نقلا عن حواشى الكامل ص ٦٧٠). وانظر الكامل أيضا ص ١١٤٠. وهذا الشاهد مما استفاضت به كتب العربية، فانظره فى معانى القرآن للأخفش ص ٢٣٥ والمقتضب ٤/ ٣٧٥، والأصول ١/ ٣٩٠، واللامات ص ١٠٣، والخصائص ١/ ٣٤٥، والمقتصد ص ٨١١، وشرح المفصل ٢/ ١٠٥، وشرح الجمل ٢/ ٢٧٧، والمقرب ١/ ١٩٢، والشذور ص ٣٢٨، والهمع ١/ ١٤٥، والتصريح ٢/ ٢٦، والخزانة ٤/ ١٠٠،١٠٥،١٠٧، واللسان (أبى)، وفى حواشى تلك الكتب فضل تخريج.
(٢) ديوانه ص ٢٩.