للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من حرف النداء قبله، فى قولهم: اللهمّ، وإنما يكثر فى كلامهم الخفض فى هذا الاسم بهمزة الاستفهام، نائبة عن الواو، /فى قولهم: آلله لتفعلنّ، أصله:

أو الله، فحذفوا الواو وأنابوا الهمزة عنها، فأعملوها عملها، وكذلك أنابوا حرف التنبيه عن الواو، فجرّوا بها فى قولهم: لاها الله ذا، يريدون: لا والله ذا قسمى.

وممّا حذفوا منه الباء، فعاقبها النصب، قولهم: أمرتك الخير، يريدون:

بالخير، قال:

أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب (١)

والباء كثيرا ما تحذف فى قولهم: أمرتك أن تفعل كذا، فإذا صرّحوا بالمصدر، قالوا: أمرتك بفعل كذا، وإنما استحسنوا حذف الباء مع «أن» لطول «أن» بصلتها التى هى جملة، فمن حذفها فى التنزيل، حذفها فى قوله تعالى:

{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ} (٢) ومن إثباتها مع المصدر الصريح إثباتها فى قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ} (٣).

ومعنى قول أبى حيّة: «رأين خليسا بعد أحوى» الخليس: الشّعر الأشمط (٤)، والأجوى: الأسود.

وقوله: «بفوديه» الفودان: شعر جانبى الرأس ممّا يلى الأذنين.


(١) نسبه ابن الشجرى فى المجلس الثامن والستين، لعمرو بن معد يكرب، والبيت ينسب إلى عمرو كما ترى، وإلى خفاف بن ندبة السّلمى، وإلى العباس بن مرداس، وإلى زرعة بن السائب، وإلى أعشى طرود -واسمه إياس بن عامر-راجع ديوان عمرو بن معد يكرب ص ٣٣،٣٥، وديوان خفاف ص ١٢٦، وديوان الأعشين (الصبح المنير) ص ٢٨٤. وانظر الكتاب ١/ ٣٧، والمقتضب ٢/ ٣٦، والأصول ١/ ١٧٨، وتفسير الطبرى ١٣/ ١٤٥.
(٢) سورة النساء ٥٨.
(٣) سورة الأعراف ٢٨.
(٤) وهو الذى اختلط سواده ببياضه.