للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«ويل» ولكنها التى فى {وَيْكَأَنَّهُ} (١) وفى قول عنترة «ويك (٢) عنتر أقدم» فإنّ الدلالة على أنه من «ويل» دون «وى» هذه قول الشاعر (٣):

لأمّ الأرض ويل ما أجنّت ... غداة أضرّ بالحسن السبيل (٤)

[الحسن: موضع] فلما ظهرت اللام فى ويل، لمّا قدّم الشاعر اللامّ الجارّة، كذلك إذا أخّرت اللام، فقيل: ويل لأمّه، هذا معنى كلام أبى علىّ فى هذه المسألة، وفى كلامى بعض لفظه.

وقوله: «وجاز إدغام هذا، وإن كان منفصلا، وكان الحرف الذى قبل الحرف المدغم ساكنا، لكون الساكن حرف لين، فهو مثل: جيب بكر» كلام محتاج إلى تفسير، وذلك أنهم إنما يدغمون المتّصل، إذا سكن ما قبل الحرف المدغم، كإدغامهم استفعل من المضاعف، بعد إلقاء حركة المثل الأول على الساكن قبله، كقولهم فى استعدد، استعدّ، وفى استقرر (٥): استقرّ، ولم يجيزوا مثل هذا فى المنفصل، نحو قوله سيبويه: قرم (٦) موسى، واسم مالك، وجاز (٧) [هذا] فى ويلمّه، لأن الياء إذا سكنت فيها لين، وإن كان ما قبلها مفتوحا، فجاز لذلك وقوع الساكن المدغم بعدها، كما جاز فى قولك: جيب بكر، وانضمّ إلى ذلك كثرة استعمال (٨) هذا


(١) سورة القصص ٨٢.
(٢) يأتى تخريجه قريبا.
(٣) هو عبد الله بن عنمة الضبىّ، يرثى بسطام بن قيس. وقد خرجته فى كتاب الشعر ص ٣٠٣، وزد عليه: الحلبيات ص ٤٥، والعضديات ص ٢٢٤، واتفاق المبانى ص ٢٣٩، وحاشية البغدادى على بانت سعاد ١/ ٦٤٥.
(٤) زيادة من هـ‍. وهو موضع فى ديار ضبّة. وقيل: جبل. وقيل: رملة لبنى سعد.
(٥) فى هـ‍: استفزز: استفزّ.
(٦) فى الأصل وهـ‍: «قوم» بالواو، ونبّهت عليه قريبا.
(٧) ليس فى هـ‍.
(٨) فى هـ‍: كثرة الاستعمال لهذا.