للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كقولك: هذا غلامى، وضربت غلامى، وإنما قلت: إذا كان حرفا يحتمل الحركة (١) تحرّزا من الألف فى نحو {هِيَ عَصايَ} (٢).

وإذا عرفت أنّ ياء الضمير يكسر لها ما قبلها، وأضفت هذا الاسم إليها وقد علمت أن أوله تابع لثانيه فى الحركة، فإنّ حقّه فى الأصل أن تقول فى نصبه:

فغرت فوىّ، بكسرتين، فكسرة الواو هى التى تقتضيها ياء المتكلّم، وكسرة الفاء إتباع، كما أنّ كسرة الميم فى قولك: رأيت ابنمى حدثت لاتصاله بياء المتكلّم، وكسرة النون إتباع، فلما آل فى النصب إلى فوىّ، استثقلوا كسرة فى واو قبلها كسرة، فأسقطوها، أعنى كسرة الواو، فأوجب سكون الواو مع انكسار ما قبلها قلبها ياء، لما ذكرته لك من وجوب قلب الواو ياء باجتماع هذين الشرطين، ولم تكن الواو مدغمة كواو اجلوّاذ، مصدر اجلوّذ السّير: إذا طال، لأنّ إدغامها حماها من القلب، ولمّا صارت الواو ياء ساكنة أدغمت فى ياء الضمير، فقيل: فغرت فيّ، ولم يقولوا: فغرت فاى، كما قالوا: كسرت عصاى، وإن كان أصل عصاى عصوىّ، لأن الصاد فى قولك عصوىّ، غير تابعة حركتها لحركة الواو، كما تتبع حركة الفاء حركة الواو فى هذا الاسم، الذى كان حقّه فى الأصل أن يقال فيه:

فغرت فوىّ. فاعرف الفرق بين فغرت فاك وفغرت فىّ، فقد بالغت فى إظهار إشكاله بتوفيق الله.

فأمّا قول أبى علىّ «وحم فيمن قال: حموها» فإنما قال هذا تحرّزا من قول من قال: هذا حماها، فقصره، ومن قول من قال: حمؤها، فهمزه.

وأمّا «ذو مال» فالمحذوف منه ياء، وأصله ذوى، فعل، بوزن قدم، بدلالة


(١) جاء بعد هذا: «كقولك هذا غلامى وضربت غلامى» وهو مكرّر، كما ترى، وقد ضرب عليه فى الأصل.
(٢) سورة طه ١٨.