للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٠٧] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

لعبد الرحمن بن عوف - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

وقد بكى حين أُتته كنوز جلولاء (١)، فقال له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين، فوالله إِنَّ هَذَا لَمَوْطِنُ شُكْرٍ!

((وَاللهِ مَا ذَاكَ يُبْكِينِي، وَتَاللهِ مَا أَعْطَى اللهُ هَذَا قَوْمًا إِلا تَحَاسَدُوا وَتَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا إِلا أُلْقِيَ بِأَسْهُمٍ بَيْنَهُمْ)) (٢).

[٢٠٨] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

((حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأَضَاعَهُ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ مِنْهُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ بَائِعُهُ بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: لاَ تَشْتَرِهِ وَإِنْ أَعْطَاكَهُ بِدِرْهَمٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّ العَائِدَ فِي صَدَقَتِهِ كَالكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ)) (٣).


(١) جَلُولاء: بالمدّ: من السواد في طريق خراسان، بينها وبين خانقين سبعة فراسخ، وهو نهر عظيم يمتد إلى بعقوبا ويجري بين منازل أهل بعقوبا ويحمل السفن إلى باجسرا، وبها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة ١٦هـ، فاستباحهم المسلمون. سمّيت جلولاء لما جلّلها من قتلى الروم، وجلولاء الوقيعة لما أوقع بهم المسلمون. (معجم البلدان: ٢/ ١٥٦).
(٢) رواه الطبري في تاريخه: ٤/ ٣٠ وابن الجوزي في المنتظم في التاريخ: ٤/ ٢١٤ وابن الأثير في التاريخ: ٢/ ٣٤٧ وابن كثير في البداية والنهاية: ١٠/ ٢٣.
(٣) رواه البخاري في صحيحه (٢٦٢٣) ومسلم في صحيحه (١٦٢٠) وموطأ مالك (٤٩) والنسائي في السنن (٢٦١٥) وأحمد في المسند (٢٨١).

<<  <   >  >>