للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ، وَإِنَّهُمَا لَمِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَأَطِيعُوا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ (١) عَلَى نَفْسِي، وَبَعَثْتُ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ (٢) عَلَى السَّوَادِ (٣)،

وَرَزَقْتُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، فَاجْعَلْ شَطْرَهَا وَبْطَنْهَا لِعَمَّارٍ وَالشَّطْرَ الْبَاقِي بَيْنَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ)) (٤).


(١) وهو عبد الله بن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
(٢) عثمان بن حنيف بن واهب الأوسي الأنصاري، قال الترمذي: إنه شهد بدراً. وقال الجمهور: أول مشاهده أُحد. عمل لعمر ثم لعلي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وولاه عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مساحة الأرضين وجبابتها، وضرب الخراج والجزية على أهلها، وولاه علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - البصرة فأخرجه طلحة والزبير - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - حين قدما البصرة، ثم قدم علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، فكانت وقعة الجمل، فلما خرج علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - من البصرة ولاها عبد الله بن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، سكن عثمان بن حنيف الكوفة وبقي إلى زمان معاوية. (الاستيعاب: ٣/ ١٠٣٣ والإصابة: ٤/ ٣٧١ - ٣٧٢).
(٣) قال أبو عبيد في (الأموال (١٨٢)): (يُقَالَ: إِنَّ حَدَّ السَّوَادِ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْمِسَاحَةُ مِنْ لَدُنْ تُخُومِ الْمَوْصِلِ، مَادًّا مَعَ الْمَاءِ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، بِبِلَادِ عَبَّادَانَ مِنْ شَرْقِيِّ دِجْلَةَ، هَذَا طُولُهُ، وَأَمَّا عَرْضُهُ فَحَدُّهُ مُنْقَطَعُ الْجَبَلِ مِنْ أَرْضِ حُلْوَانَ، إِلَى مُنْتَهَى طُرُقِ الْقَادِسِيَّةِ الْمُتَّصِلُ بِالْعُذَيْبِ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ فَهَذِهِ حُدُودُ السَّوَادِ، وَعَلَيْهِ وَقَعَ الْخَرَاجُ).

ونقل ابن كثير في (مسند الفاروق: ٢/ ٥٠١) عن الكلبي قوله: إنما سُمِّي السواد لأنَّ العرب حين جاءوا نظروا إلى مثل الليل من النخل والشجر والماء قسموه سواداً.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى: ٢/ ٢٥٥ وابن أبي شيبة في المصنف (٣٢٩٠٣) وأحمد في فضائل الصحابة (١٥٤٧) والفسوي في المعرفة والتاريخ: ٢/ ٥٣٣ وابن أبي خيثمة في تاريخه (٣٥٤٤) والبلاذري في أنساب الأشراف: ١/ ١٦٣ وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٤٦) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٧٧٠) والطبراني في المعجم الكبير (٨٤٧٨) والحاكم في المستدرك (٥٦٦٣) والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (١٠١).

<<  <   >  >>