للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال عمر: ((وَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلاَهَا فَعَقِرْتُ (١)، حَتَّى مَا تُقِلُّنِي (٢) رِجْلَايَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلاَهَا، عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ مَاتَ (٣))) (٤).

[١٥] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

في بيعة السقيفة

((كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى يَدْبُرَنَا - يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ - فَإِنْ يَكُ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ، بِمَا هَدَى اللهُ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثَانِيَ اثْنَيْنِ، فَإِنَّهُ أَوْلَى المُسْلِمِينَ بِأُمُورِكُمْ، فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ)) (٥).


(١) العَقَر بفَتْحتين: أَنْ تُسْلِمَ الرجُلَ قوائمُه مِنَ الخَوف. وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يفْجَأه الرَّوعُ فَيدْهشَ وَلَا يستطيعَ أَنْ يتقدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ. (النهاية لابن الأثير - (عَقَرَ)).
(٢) أي تحملني.
(٣) قالت أم المؤمنين عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - كما في حديث البخاري (٣٦٦٧) - في التعليق على خطبتي أبي بكر وعمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - رغم اختلافهما: (فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ خُطْبَةٍ إِلَّا نَفَعَ اللهُ بِهَا، لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ، وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا فَرَدَّهُمُ اللهُ بِذَلِكَ).
(٤) رواه البخاري في صحيحه (٤٤٥٤) وابن سعد في الطبقات الكبرى: ٢/ ٢٧٠ وأبو نعيم في حلية الأولياء: ١/ ٢٩.
(٥) رواه البخاري في صحيحه (٧٢١٩) وابن سعد في الطبقات الكبرى: ٢/ ٢٧٠ وعبد الرزاق في المصنف (٩٧٥٦) وابن حبان في صحيحه (٦٨٧٥) والبغوي في شرح السنة (٢٤٨٩) والبيهقي في دلائل النبوة: ٧/ ٢١٦ - ٢١٧.

<<  <   >  >>