للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥٠٢] وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

إلى أبي عبيدة بن الجراح - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، وقد سأله عن الذي يبدأ به

((أَمَّا بَعْدُ، فَابْدَءُوا بِدِمَشْقَ، فَانْهَدُوا لَهَا، فَإِنَّهَا حِصْنُ الشَّامِ وَبَيْتُ مَمْلَكَتِهِمْ، وَاشْغِلُوا عَنْكُمْ أَهْلَ فِحْلَ (١) بِخَيْلٍ تَكُونُ بِإِزَائِهِمْ فِي نُحُورِهِمْ وَأَهْلَ فِلَسْطِينَ وَأَهْلَ حِمْصَ، فَإِنْ فَتَحَهَا اللهُ قَبْلَ دِمَشْقَ فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ، وَإِنْ تَأَخَّرَ فَتْحُهَا حَتَّى يَفْتَحُ اللهُ دِمَشْقَ فَلْيَنْزِلْ بِدِمَشْقَ مَنْ يُمْسِكُ بِهَا، وَدَعُوهَا، وَانْطَلِقْ أَنْتَ وَسَائِرُ الأُمَرَاءِ حَتَّى تُغِيرُوا عَلَى فِحْلَ، فَإِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَانْصَرِفْ أَنْتَ وَخَالِدٌ إِلَى حِمْصَ، وَدَعْ شُرَحْبِيلَ وَعَمْرًا وَأَخْلِهِمَا بِالأُرْدُنِّ (٢) وَفِلَسْطِينَ، وَأَمِيرُ كُلِّ بَلَدٍ وَجُنْدٍ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْ إِمَارَتِهِ)) (٣).


(١) فِحْلٌ: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره لام: اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم، ويوم فحل مذكور في الفتوح وأظنه عجميّا لم أره في كلام العرب، قتل فيه ثمانون ألفاً من الروم وكان بعد فتح دمشق في عام واحد. (معجم البلدان: ٤/ ٢٣٧).
(٢) الأردن بضم الهمزة وسكون الراء وضم الدال المهملة، وآخره نون مشددة، ولا ينطق إلا معرفاً بالألف واللام، والأردن في ذاك الزمان كان إقليماً كبيراً من بلاد الشام يمتد من البحر الميت جنوباً إلى صور من لبنان شمالاً، ويصل إلى البحر الأبيض غرباً، ويشمل من الشرق إقليم البلقاء حيث كانت جرش قصبة تلك الكورة. (معجم المعالم الجغرافية: ص٢٢ - ٢٣).
(٣) رواه الطبري في تاريخه: ٣/ ٤٣٧ - ٤٣٨ وابن عساكر في تاريخ دمشق: ٢/ ١٢٨ وابن الجوزي في المنتظم في التاريخ: ٤/ ١٤٣وابن الأثير في الكامل في التاريخ: ٢/ ٢٦٩ وابن كثير في البداية والنهاية: ٩/ ٥٧٧.

<<  <   >  >>