للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٤] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

وقد مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَمَنَّوْنَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ سَكَتُوا

((فِيمَا كُنْتُمْ؟ قَالُوا: كُنَّا نَتَمَنَّى. قَالَ: فَتَمَنَّوْا وَأَنَا أَتَمَنَّى مَعَكُمْ. قَالُوا: فَتَمَنَّ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: أَتَمَنَّى رِجَالاً مِلْءَ هَذَا الْبَيْتِ مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ (١) وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ (٢)، إِنَّ سَالِمًا كَانَ شَدِيدًا فِي ذَاتِ اللهِ، لَوْ لَمْ يَخَفِ اللهَ مَا أَطَاعَهُ، وَأَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ؛ فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ)) (٣).

[٤٥] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

لرجل سألته أمه أَنْ يُزَوِّجَهَا فَكَرِهَ ذَلِكَ

((زَوِّجْهَا، فَوَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ حَنْتَمَةَ بِنْتَ هِشَامٍ (٤)


(١) في رواية أحمد والحاكم: ((أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ)).
(٢) سَالِمُ مولى أبي حذيفة بن عُتْبةَ، أصله من إصطخر، والى أبا حذيفة. وإنما أعتقته ثبيتة الأنصارية زوجة أبي حذيفة، وتبناه أبو حذيفة. شهد بدراً والمشاهد. وكان يؤم المهاجرين بقباء قبل قدوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولما انكشف المسلمون يوم اليمامة قال: ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فحفر لنفسه حفرة، فقام فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ، ثم قاتل حتى قتل شهيداً سنة اثنتي عشرة. (تاريخ الإسلام: ٢/ ٣٥ - ٣٦).
(٣) رواه أحمد في فضائل الصحابة (١٢٨٠) وابن أبي الدنيا في المتمنين (١٥٤) والدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٢٤٩٦) واللفظ له، والحاكم في المستدرك (٥٠٠٥) وأبو نعيم في حلية الأولياء: ١/ ١٠٢ وابن عساكر في تاريخ دمشق: ٢٥/ ٤٧٤.
(٤) وهي أم عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.

<<  <   >  >>