للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال له: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِنْ لِلنَّاسِ، فَإِنَّهُ يَقْدَمُ الْقَادِمُ فَتَمْنَعُهُ هَيْبَتُكَ أَنْ يُكَلِّمَكَ فِي حَاجَتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ وَلَمْ يُكَلِّمْكَ، قَالَ: ((يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَنْشُدُكَ اللهَ أَعَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ أَمَرُوكَ بِهَذَا؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَاللهِ لَقَدْ لِنْتُ لِلنَّاسِ حَتَّى خَشِيتُ اللهَ فِي اللِّينِ، ثُمَّ اشْتَدَدْتُ عَلَيْهِمْ حَتَّى خَشِيتُ اللهَ فِي الشِّدَّةِ، فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ؟))، فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَبْكِي يَجُرُّ رِدَاءَهُ، يَقُولُ بِيَدِهِ أُفٍّ لَهُمْ بَعْدَكَ، أُفٍّ لَهُمْ بَعْدَكَ (١).

[٩٤] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

للحارث الثقفي (٢) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

وقد سأله الفتيا في مسألة سأل عنها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أرِبْتَ عَنْ يَدَيْكَ، سَأَلْتنِي عَنْ شَيْءٍ سَأَلْتَ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَيْمَا أُخَالِفَهُ)) (٣).


(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى: ٣/ ٢٨٨ وابن شبة في تاريخ المدينة: ٢/ ٦٨١ دون ذكر علي وسعد، والبغوي في حديث مصعب الزبيري (١٤٦) والبلاذري في أنساب الأشراف: ١٠/ ٣٤٠ وابن عساكر في تاريخ دمشق: ٤٤/ ٢٦٩.
(٢) الحارث بن عَبْد الله بن أوس الثقفي، وربما قيل فيه الحارث بن أوس، حجازي، سكن الطائف، روى في الحائض: (يكون آخر عهدها الطواف بالبيت). (الاستيعاب: ١/ ٢٩٣).
(٣) رواه أبو داود في السنن (٢٠٠٤) والترمذي في السنن (٩٤٦) وأحمد في المسند (١٥٤٤٠) و (١٥٤٤٢) وابن أبي شيبة في المصنف (١٣٣٤٥) والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤٠٤٧) والطبراني في المعجم الكبير (٣٣٥٣) و (٣٣٥٤) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢٣٨٨)، واللفظ لابن أبي شيبة.

<<  <   >  >>