للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٤٨]

[معنى قوله تعالى: {وترجون من الله ما لا يرجون}]

وقال أيضاً بالقاهرة سنة خمس عشرة مملياً على قوله تعالى: {ولا تهوا في ابتغاء القوم} (١)، إلى قوله: {وترجون من الله ما لا يرجون}.

قال: لا يخلو إما أن نقول: الآية عامة أو خاصة. والمراد بالعموم في منكري البعث وعبدة الأوثان ونصارى العرب واليهود والنصارى. فإن كانت على ما ذكرناه كان معنى الكلام ظاهراً، وهو أنهم لا يرجون جزاء القتال لأنهم لا يؤمنون بالدار الآخرة، والمؤمنون بها يرجون شيئين، أحدهما: النصر العاجل، والآخر: الثواب الآجل.

وإن قلنا: إنها خاصة في اليهود والنصارى لأنهم يرجون المجازاة، فالمعنى: أن هذا الرجاء الذي لهم رجاء وهمي لا حقيقة له، لأن الرجاء إنما يفيد من مؤمن، وقد قامت الأدلة على كفرهم، فلما كان هذا الرجاء لا وجود له فيما يرجع إلى عدم نفعه نفاه الله عنهم، كما نفى أموراً هي فيهم موجودة حساً كالسمع والبصر، لما لم ينتفعوا بها صار وجودها وعدمها على حد سواء. قال الله تعالى: {فما أغني عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم} (٢) الآية. والوجه الأول أقوى وأدل على المقصود. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٤٩]

[العامل في "إذا" و"متى"]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة تسع عشرة على قوله تعالى: {وإذا سمعوا


(١) النساء: ١٠٤.
(٢) الأحقاف: ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>