للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصغر) فيهما مستأنف، جاء في (يونس) على الوجهين الفصيحين في مثل: لا حول ولا قوة، ولا حول ولا قوة، فالتح فيه بناء كالفتح في: لا رجل، لا علامة للخفض. والرفع فيه إعراب على (١) الابتداء. وجاء في (سبأ) على أحد الوجهين، وهو الرفع لا غير، وبهذا يندفع الإشكال. الثاني: أن يكون قوله: وما يعزب بمعنى: ما يخرج إلى الوجود إلا في كتاب، فلا يلزم ما تقدم من الإشكال، إذ المعنى: أنه يخرج في كتاب، لا معنى: أنه يخفى، فيكون (ولا أصغر ولا أكبر) بهذا التقدير عطفاً على ظاهره، ويكون الفتح في (يونس) علامة للخفض عطفاً على مثقال أو على ذكرة (٢). والرفع عطفاً على موضع (من مثقال) (٣). ويكون الضم في (سبأ) عطفاً على مثقال (٤) ولم يأت الفتح فيه على هذا التقدير، إذ ليس قبله ما يصح عطفه عليه بالفتح. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٥٢]

[الفاء في قوله تعالى: {فكرهتموه}]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه} (٥):

الفاء في قوله: فكرهتموه، مشكلة، فإنها إن كانت للسببية احتيج إلى أن


(١) على: سقطت من ب.
(٢) قال الفراء: "فمن نصبهما فإنما يريد الخفض، يتبعهما المثقال أو الذرة". معاني القرآن ١/ ٤٧٠ (تحقيق أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار).
(٣) قال أبو البقاء: "ويقرآن بالرفع حملاً على موضع من مثقال". إملاء ما من به الرحمن ٢/ ٣٠. وقال النحاس: "والرفع عطف على الموضع لأن من زائدة للتوكيد". إعراب القرآن ٢/ ٦٥.
(٤) قال النحاس: "وقراءة العامة بالرفع على العطف على مثقال". إعراب القرآن ٢/ ٦٥٦.
(٥) الحجرات: ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>