للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجملة. وإذا تقرر ذلك تعين النصب في مثل قوله: فما كان جواب قومه (١). والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٥٧]

[إعراب قوله تعالى: {والنجوم مسخرات}]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى – في النحل: {والنحوم مسخرات} (٢): لا يجوز أن ينتصب على الحال من معمول (سخر) لأنه لا يجوز أن يقال: ضربته مضروباً كما لا يقال: قمت قائماً، على أنه حال، لأنه مفهوم من قوله: قمت، فلا فائدة في قوله: قائماً. وكذلك ضربته مضروباً. ولذلك اتفق على تأويل قولهم: قمت قائماً؛ في أنه في معنى قمت قياماً. فكذلك قوله: {مسخرات}، بعد قوله: {سخر}، لا يحسصن فيه الحال لذلك. ولا حالا مؤكدة لأن شرطها مفقود وهو أن تكون مقررة لمضمون جملة اسمية. ولا يحسن أن يكون مصدراً لمجيئه مجموعاً، والمصادر التي يراد بها المعنى الكلي لا تجمع. فإن حمل على قصد الأعداد، كأنه قيل: مسخرة، بمعنى تسخيرة، ثم جمع مسخرات كما تجمع تسخيرات على إرادة أعداد المرات جاز على ما فيه من بعد. والأحسن أن يكون منصوباً حالاً (٣) بفعل مضمر واقعاً على قوله:


(١) قال سيبويه في هذه الآية: "فأن محمولة على ما كان، كأنه قال: فما كان جواب قومه إلا قول كذا وكذا. وإن شئت رفعت الجواب فكانت أن منصوبة". الكتاب ٣/ ١٥٥.
(٢) النحل: ١٢. وقبلها. "وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر".
(٣) قال أبو البقاء: "حال أو خبر. فإن قرأنا النجوم بالنصب كانت حالاً، وإن قرأناها بالرفع كانت خبراً". إملاء ما من به الرحمن ٢/ ٧٩. وقال القرطبي: "وهي في قراءة من نصبها حال مؤكدة" الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>