للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفعال في غير هذا الموضع لم يلزم في هذا الموضع، وذلك أن دخولها إنما كان للفرق بين المصدرية والمخففة. ولا تلبس هذه بالمصدرية لأنها لا تدخل عليها، وإنما امتنع دخولها عليها لأمرين: أحدهما: أنها إنما تدخل على ما يخبر عنه في التحقيق أو يخبر به، وهي في الحقيقة ليست مقصودة بالإخبار عنها ولا بها. ألا ترى أن قولك: يعجبني أن تقوم، المقصود الإخبار عن القيام بالإعجاب. وإذا قلت: عسى زيد أن يقوم، فالمقصود الإخبار عن زيد بالقيام. وإنما دخلت "عسى" لتقريب المرجو كدخول لعل. الثاني: أن المصدرية إنما تدخل في موضع يسبك الفعل معها إلى مصدر (١) وليست لهذه مصادر تسبك إليها. الأمر الثالث من الأول: أن هذه الأفعال غير متصرفة لتضمنها معنى الحروف في التحقيق، فأجريت مجرى الحروف في امتناع دخول الأفعال كامتناع دخولها على الحروف. والذي يحقق قربها من الحروف اختلاف العلماء في كونها من باب الحروف (٢). والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٦٩]

[إعراب "ما" في قوله تعالى: {فقليلا ما يؤمنون}]

وقال أيضا ممليا على قوله تعالى: {فقليلا ما يؤمنون} (٣): يحتمل وجوها: أحدها أن تكون (ما) زائدة، أي: يؤمنون قليلا (٤).


(١) في د، م: مصدره.
(٢) قال الرضي: "وزعم الزجاج أن عسى حرف لما رأى من عدم تصرفه وكونه بمعنى لعل، واتصال ضمير المرفوع به يدفع ذلك". شرح الكافية ٢/ ٣٠٢. أما ليس فقال الرضي: "والأولى الحكم بفعليته لدلالة اتصال الضمائر به عليها، وهي لا تتصل بغير صريح الفعل إلا نادرا" شرح الكافية ٢/ ٢٩٦.
(٣) البقرة: ٨٨.
(٤) نص عليه الزمخشري. الكشاف ١/ ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>