للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سائغ في مثله (١). وإن جعلته راجعا إلى ما تقدم من {ربكما} (٢) أو {رب المشرقين} (٣) أو {الرحمن} (٤) أدى إلى إضمار فاعل لم يحتج إليه، وإخراج ما هو الأولى به من الظاهر بعده إلى أمر آخر بعيد، وكلاهما بعيد. وأما الوقوف على قوله تعالى: {فان}، فتام (٥)، لأن ما بعده لا يتوقف إيراده على ما قبله، ولا أثر لواو العطف في الجمل في ذلك. ولا يصح تعليل التمام بكونه رأس آية، ولا بكونه تستقل به الجملة، ولا بهما. فإن قوله: {رب العالمين} (٦) رأس آية باتفاق، وليس بتام باتفاق. وقوله: {الحمد لله} (٧) تستقل الجملة بقوله: لله، وليس بتام ولا كاف (٨) باتفاق. وأما من قال: إنما الوقف على قوله تعالى: {ويبقى} دون {فان}، فجاهل. ولو سلم له الوقف على (ويبقى) لم يمتنع الوقف على (فان)، ويكون حينئذ وقفا كافيا، ولا يكون الضمير العائد على ما قبله في (ويبقى) مانعا من الوقف عليه. هذا ما كتبه مجيبا به. والله أعلم بالصواب.


(١) لأن هذا ليس من الأبواب التي يكون فيها مفسر الضمير مؤخرا. انظر هذه المسألة في شرح شذور الذهب ص ١٣٦ (تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد).
(٢) الرحمن: ١٣.
(٣) الرحمن:١٧.
(٤) الرحمن: ١.
(٥) الوقف التام: أكثر ما يكون في رؤوس الآي واقضاء القصص. انظر النشر في القراءات العشر ١/ ٢٢٦.
(٦) الفاتحة: ١.
(٧) الفاتحة:١.
(٨) والوقف الكافي: يكثر في الفواصل وغيرها. والذي بعده كلام مستغن عما قبله لفظا وإن اتصل معنى. انظر النشر في القراءات العشر ١/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>