للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما في القرآن من قوله: {وما يدريك} فقد قيل: إنه لم يدر به. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٧٦]

[وجه رفع "الأبواب" في قوله تعالى: مفتحة لهم الأبواب]

وقال أيضا ممليا بدمشق سنة اثنتين وعشرين على قوله تعالى: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} (١): في رفع (الأبواب) وجهان: أن يكون في (مفتحة) ضمير الجنات، ويكون التأنيت تأنيث الجماعة، كما تقول: جنات مفتحة، وتكون الأبواب بدلا من الضمي (٢)، بدل الاشتمال، كما تقول: فتحت الجنات أبوابها، والأبواب منها، فحذف الضمير للعلم به، كما تقول: ضرب زيد الرأس والظهر (٣). والثاني: أن لا يكون في (مفتحة) ضمير، فتكون الأبواب مرتفعة بها ارتفاع ما لم يسم فاعله بما أسند إليه. وقد ضعف أبو علي وغيره هذا الوجه من حيث إن شرط إعمال الصفات أن تكون في السبب دون الأجنبي، فلا بد من ضمير يعود على الأول ولا ضمير (٤)، فإن قيل: الضمير محذوف، والتقدير: مفتحة الأبواب منها، كان مثل قولك: مررت برجل حسن الوجه. وهو ضعيف. فإن قيل: إن الألف واللام قامت مقام الضمير (٥) كان أيضا مثل قولك: مررت برجل


(١) ص: ٥٠.
(٢) أجازه الزمخشري، الكشاف ٣/ ٣٧٨. والزجاج، إعراب القرآن ١/ ٣٢٣.
(٣) قال سيبويه. "وإن شئت كان على الاسم بمنزلة أجمعين توكيدا. وإن شئت نصبت، تقول: ضرب زيد الظهر والبطن، والعامل فيه الفعل" ١/ ١٥٩.
(٤) انظر ما قاله أبو علي في هذه المسألة في كتاب إعراب القرآن للزجاج ١/ ٣٢٢، ٣٢٣، ٤٢٣، وذكر الزجاج أن كلامه هذا قاله في كتابه (الإغفال).
(٥) نقل الزجاج هذا القول عن الكوفيين. إعراب القرآن ١/ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>