للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٩٥]

[العامل في "كم" في قوله تعالى: {كم أهلكنا قبلهم}]

وقال أيضاً مملياً بالقاهرة سنة ثلاث عشرة على قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} (١):

العامل في (كم) قوله: أهلكنا. لأن (كم) لا يعمل فيها ما قبلها (٢)، وتكون الجملة معمولة (يروا)، و (أنهم إليهم لا يرجعون) مفعول لأجله تقديره: لأنهم. وبعض البصريين يجعل (كم أهلكنا قبلهم من القرون) معترضاً، و (أنهم إليهم لا يرجعون) معمول (يروا).

والزجاج (٣): (أنهم إليهم لا يرجعون) بدلا (٤) من (كم أهلكنا قبلهم من القرون)، وهذا يؤدي إلى مذهب الكوفيين في إعمال (يروا) في (كم)، لأن العامل في البدل عامل في المبدل منه. والبدل ههنا (أنهم إليهم)، والعامل فيه (يروا)، والمبدل منه (كم أهلكنا). وإن اعتذر عنه بأنه أراد أن (يروا عامل في


(١) يس: ٣١.
(٢) قال الزمخشري: "لأن كم لا يعمل فيها عامل قبلها، كانت للاستفهام أو للخبر". الكشاف ٣/ ٣٢١.
(٣) هو إبراهيم بن السري من سهل أبو إسحق المشهور بالزجاج. كان يخرط الزجاج، ثم مال إلى النحو فلزم المبرد. من مصنفاته: معاني القرآن، شرح أبيات سيبويه، كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف. توفي سنة ٣١١ هـ، وكانت سنة سبعين سنة. انظر بغية الوعاة ١/ ٤١١ وطبقات النحويين واللغويين ص ٨١.
(٤) انظر إعراب القرآن المنسوب له ٢/ ٥٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>