للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكواكب كالتفسير لها، إلا أن تقدر: أعني زينة الكواكب، وحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، فيجوز أن يكون بمعنى المصدر. ويجوز أن يكون في قراءة أبي بكر بدلاً من السماء، على أنه بدل اشتمال، كأنه قيل: إنا زينا الكواكب في السماء الدنيا بزينة، فتكون الزينة بمعنى المصدر.

وأما قول من قول: إن الكواكب بدل من زينة على المحل (١) فضعيف ضعف قولهم: مررت بزيد أخاك، فلا ينبغي أن تحمل عليه قراءة ثابتة صحتها. ووجه ضعفه أنه إذا جعل بدلاً كان في المعنى معمولاً للعامل الأول، ولا يستقيم أن يكون العامل الأول مسلطاً باعتبار المعنى المقصود بنفسه. ألا ترى أنك لو قلت في: مررت بزيد أخاك، مررت أخاك، لم يجز، فكذلك إذا جعلته بدلا، والله أعلم بالصواب.

[إملاء ١٢٢]

[رجوع الاستثناء في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا}]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة أربع وعشرين على قوله تعالى: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء} (٢)، إلى آخرها:

استدل بهذه الآية على أنها جمل، وقد رجع الاستثناء فيها إلى الجميع (٣)


(١) وهو مذهب الزمخشري، الكشاف ٣/ ٣٣٥. ونسب النحاسب هذا الرأي لأبي إسحق. إعراب القرآن ٢/ ٧٣٩.
(٢) النور: ٤. وتتمة الآية: "فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون". والآية التي بعدها: "إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم".
(٣) الاستثناء في الآية التي بعدها، وهو قوله: "إلا الذين تابوا". فكان علي ابن الحاجب أن يأتي أيضاً بالآية التي بعدها، حتى يكون كلامه واضحاً، غير مبهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>