للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنكار أن تكون الإهانة مسببة عن الإكرام، والأكثر إدخال الهمزة الإنكارية على ما هو معنى الجواب مقدماً على الشرط، ثم ذكر الشرط بعده، مثل: أتهينني إن أكرمتك؟. وإذا كان الإنكار باعتبار شرط مستقبل كان الفعل المقدم مضارعاً، وإن كان باعتبار شرط ماض في المعنى كان الفعل المقدم ماضياً إن قصد التوبيخ، ومضارعاً إن قصد النهي، فتقول: أضربت زيداً لما أكرمك؟ توبيخاً له على الضرب المسبب عن الإكرام. وتقول: أتضرب زيداً لما أكرمك؟ نهيا له عن أن يفعل (١) ذلك بعد إكرامه. ومنه قوله تعالى: {أتقولون للحق لما جاءكم} (٢)، والمعنى: أتقولون الحق لما جاءكم أنه سحر أو شعر؟ على ما دل عليه قرائن أحوالهم بما كانوا يقولونه (٣). ولا يصلح أن يكون: أسحر هذا؟ من تتمة القول المنكر عليهم، لأنهم لم يكونوا مستفهمين عنه، وإنما حذف المقول لدلالة قوله: أسحر هذا؟ وهو أيضاً إنكارُ أن يكون مثل هذا سحراً. والمعنى: نهيهم عن أن يقولوا هذا القول مسبباً عن أمر يقتضي نقيضه، وهو مجيء الحق. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ١٣٢]

[توجيه قراءة قوله تعالى: "وأرجلكم"]

وقال أيضاً ممليا على قوله تعالى: {وأرجلكم} (٤):

من قرأ بالخض (٥) فعطفا على قوله: بؤوسكم. والمراد: واغسلوا


(١) في د: تفعل، وما أثبتناه هو الصحيح.
(٢) يونس: ٧٧.
(٣) قال الزمخشري في معناها: "أتعيبونه وتطعنون فيه، وكان عليكم أن تذعنوا له وتعظموه". الكشاف ٢/ ٢٤٧.
(٤) المائدة: ٦، وقبلها: "وامسحوا بؤوسكم".
(٥) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحكزة. وقراءة نافع وابن عامر والكسائي بالنصب. وقراءة الحسن والأعمش بالرفع. انظر القرطبي ٦/ ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>