للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمان في قولك: قعدت من عن يمينه وأخذت من عليه (١). ولولا ما ثبت من خاصية الاسم فيهما في المحلين المخصوصين لم يحكم عليهما باسمية، فلما ثبت كونهما اسمين بالخواص التي توجب الاسمية وجب حملهما على معنى الاسم وإن كان فيه بعد، إذ تقديرها على ما كانت عليه من معنى الحرفية يلزم منه التناقض العقلي، وحملها على هذه الجهة يلزم منه استبعاد. وإذا تردد بين التناقض والاستبعاد والتجيء إلى أحدهما وجب الحمل على الاستبعاد، فكذلك ههنا.

[إملاء ٢٣]

[ليس معنى "من" المزيدة ابتداء الغاية]

وقال أيضاً مملياً على قوله في قسم الحرف (٢) في الزيادة في قولك: "ما جاءني من أحد، راجع إلى هذا": أي: إلى معنى الابتداء. ليس بمستقيم؛ لأن معنى كونها زائدة أنك لو أسقطتها كان المعنى الأصلي بحالة. ولا يستقيم على هذا أن يكون مفهوماً منها معنى الابتداء، لأنك لو حذفتها لم يبق معنى الابتداء، فيبطل كونها زائدة، ولزم منه أن تكون زائدة غي زائدة وهو باطل.

[إملاء ٢٤]

[معنى بيت وإعراب جزء منه]

وقال أيضاً ممليا بدمشق سنة ثماني عشرة على قول الشاعر (٣):


(١) قال قطري بن الفجاءة:
فلقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني مرة وأمامي
وقال مزاحم بن الحارث العقيلي في وصف قطاة:
غدت من عليه بعدما تم ظمؤها ... تصل وعن قبض بزيزاء مجهل
(٢) ص ٢٨٣.
(٣) ص ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>