للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولك: نعم غلاماً غلام الرجل، بخلاف قولك: حبذا زيد، فإنه لما تعين أن ذا هو الفاعل تعين أن يكون زيد هو المخصوص، فلم يؤد حذف التمييز فيه إلى اللبس الذي ذكرناه في "نعم" (١). ولم يرد صاحب الكتاب أن اللبس يقع في مثل قولك: نعم رجلا زيد، إذا حذف التمييز بين الفاعل والمخصوص لما تحقق من أن فاعل باب "نعم" لا يكون علماً، فلا ينبغي أن يحمل عليه، ويجب أن يحمل على ما ذكرناه".

[إملاء ٢٩]

[إدخال الألف واللام على اسم للصوت]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثماني عشرة على قوله في المفصل (٢):

كما رعت بالجوت الظماء الصواديا (٣)

قياس الألفاظ التي تستعمل مراداً بها لفظها أن تستعمل على لفظها


(١) قال ابن يعيش: "إلا أنه في حبذا يجوز أن لا تأتي بالمفسر، وتقول: حبذا زيد، ولا يجوز ذلك في نعم، فلا تقول: نعم زيد، وذلك لأن ذا اسم ظاهر يجري مجرى ما فيه الألف واللام من أسماء الأجناس على ما ذكرنا، فاستغنى عن المفسر لذلك. فكما تقول: نعم الرجل زيد، ولا تأتي بمفسر، كذلك تقول: حبذا زيد، ولا تقول: نعم زيد. وأيضاً فإنه ربما ألبس في "نعم" لو فعل ولا يلبس في حبذا. وذلك أن "حب" فعل عمل في "ذا" واستوفى ما يقتضيه فإذا وقع بعده المخصوص بالمدح مرفوعاً لا يشكل بأن يتوهم أنه فاعل، لأن الفعلا لا يكون له فاعلان، وليست "نعم" كذلك، لأن فاعلها مستتر لا يظهر فافتقر إلى تفسير". شرح المفصل ٧/ ١٤٢.
(٢) ص ١٦٦.
(٣) هذا عجز بيت من الطويل وصدره: دعاهن رد في فارعوين لصوته.
وقائله عويف القوافي الفزاري. وهو من شواهد الرضي ٢/ ٨١. واللسان (جوت). ومعنى: ارعوين: رجعن عن الغي. والجوت: صوت تدعي به الإبل للماء. والصواديا: العطاشي. والشاهد فيه: دخول أداة التعريف على اسم الصوت وهو (جوت).

<<  <  ج: ص:  >  >>