للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاقلاً: فتعلق العلم بعالم وعاقل من جهة واحدة. وإنما صح ذلك في "علمت" لأنها داخلة، على المبتدأ والخبر. ولما كان الخبر يصح أن يكون متعدداً صح أن يكون المفعول الثاني متعدداً لأنه الذي كان خبراً. ولما كان ذلك في الخبر (١) يجوز بالواو وحذفها جاز في هذا أن يكون بالواو وحذفها لأن باب العلم إنما يدخل على الجمل الاسمية فلا يغيرها عن معناها. وإذا كان كذلك وقد علم أن الخبر يكون متعدداً صح أن يكون المفعول الثاني متعدداً.

ومعناه: علمت أن هذا الخليفة ميمون النقيبة على المسلمين، شديداً دولته في جوانب ملكة. وعبر عن ذلك بشدة الكاهل على سبيل الاستعارة، لأن شدة الرجل في العادة باعتباره، فعبر عن كل شديد في المعنى بشدة الكاهل.

وكونه حالاً ضعيف، لأن المقصود الإخبار عن هذا الممدوح بأن هذه صفته مطلقاً، فإذا جعلته حالاً، أعني: شديداً، لزم تقييد الحال، والتقييد مفسد للمعنى، لأن التقدير على هذا: علمت الوليد مباركاً في حال كونه شديداً، وليس مراده إلا إطلاق الخبر بأن هذه صفته مطلقاً.

[إملاء ٣٤]

[إدخال الألف واللام على العلم وإضافته]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثماني عشرة على قول الشاعر في المفصل (٢):

وقد كان فيهم حاجب وابن أمه ... أبو جندل والزيد زيد المعارك (٣)


(١) في الأصل وفي ب، د، م: المبتدأ. وما أثبتناه من س، وهو الصواب، لأن المعنى يقتضيه.
(٢) ص ١٤.
(٣) البيت من الطويل وهو للأخطل. انظر شعره ص ٥٠٣. وهو من شواهد ابن يعيش ١/ ٤٤. والزيد هو زيد بن عبد الله بن دارم، أو زيد بن نهشل، وأبو جندل هو نهشل. وحاجب اسم شخص. وموضع استشهاده إدخال الألف واللام على زيد، وهو علم، وإضافته.

<<  <  ج: ص:  >  >>