للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكن بد من ذكر متعلقة معه، وهو إما اسم وإما فعل، فلا ينفك إذن حرف من متعلق إما اسم وإما فعل.

ثم قال: "إلا في مواضع مخصوصة. حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف". فقوله: حذف فيها الفعل، يوهم أن ذلك إنما جاء في موضع كان المتعلق فعلاً خاصة وليس الأمر كذلك، بل جاءت مواضع حذف فيها الفعل ومواضع حذف فيها الاسم، على أن عين ما مثل به في حذف الفعل يجري مثله. في حذف الاسم. فإنك إذا قلت: نعم، فإن كان تصديقاً لقولك: قام زيد، فقد حذف فيه الفعل. وإن كان تصديقاً لقولك: زيد قائم، فقد حذف فيه الاسم، وكذلك بقية ما مثل به. فجعله المحذوف فعلا فقط ليس بمستقيم لما ذكرته.

وقوله: "وإنه" يعني به: "إن التي للتصديق في مثل قوله:

ويقلن شيب قد علاك ... وقد كبرت فقلت إنه (١)

فهي مثل نعم. والهاء في قوله: إنه، هاء السكت، على أنها قليلة في الاستعمال مع احتمال أن تكون في البيت إن المؤكدة، وتكون الهاء اسمها ويكون الخبر محذوف، أي: إنه كذلك، لأن ما تقدم يدل عليه من قوله: ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت، فقال: إنه كذلك، أي: إن الأمر كذلك.

ثم أخذ يصنف القسم كما صنف الاسم والفعل، فقال: "ومن أصناف الحرف حروف الإضافة" (٢). ثم أخذ في بيانها من حيث الجملة، فقال: "وهي


(١) البيت من مجزوء الكامل وهو لعبيد الله بن قيس الرقيات. انظر ديوانه ص ٦٦ (تحقيق وشرح الدكتور محمد يوسف نجم). وهو من شواهد سيبويه ٣/ ١٥١. ومغنى اللبيب ١/ ٣٧ (دمشق٩ز وابن يعيش ٨/ ٧٨. والشاهد فيه مجيء (إنه) بمعنى نعم.
(٢) وتسمى حروف الجر لأنها تجر ما بعدها من الأسماء، أي: تحفظها. وقد يسميها الكوفيون حروف الصفات لأنها تقع صفات لما قبلها من النكرات. انظر ابن يعيش ٧/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>