للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٦٧]

[المذاهب في فعال المعدولة]

وقال أيضاً ممليا بدمشق سنة ثماني عشرة على قول الشاعر في المفصل (١) وهو:

ومر دهر على وبار ... فهلكت جهرة وبار (٢)

المذاهب في فعال المعدولة ثلاثة: مذهب أهل الحجاز البناء في الجميع، ومذهب القليل من تميم الإعراب في الجميع كغير المنصرف. ومذهب الكثير من بني تميم الفرق بين ما آخره راء وغيره، فإن كان آخره راء فمذهبهم كمذهب الحجازيين في وجوب بنائه، وإن لم يكن آخره راء فمذهبهم كمذهب القليل منهم في أنه إعراب غير المنصرف.

فقوله: ومر دهر، البيت، شاهد لمذهب القليل من بني تميم. فأما آخر البيت فظاهر في الاستشهاد به على ذلك لوقوع الضمة فيها. ولو كانت مبنية لوجب الكسر، ولا إشكال في ذلك.

وأما قولهك على وبار. فيجوز أن يقال: إنه أتى به على قصد البناء ولكنه نون لضرورة الشعر. ويجوز أن يقال: إنه قصد إلى إعرابه إعراب غير المنصرف، فلما أجراه ذلك المجري اضطر إلى صرفه فصرفه فأدخله الكسر والتنوين، فيكون شاهداً كشهادة الثاني.


(١) ص ١٦٠.
(٢) البيت من مخلع البسيط وهو للأعشى. انظر ديوانه ص ٢٨١. ورواية الديوان: ومر حد. وهو من شواهد سيبويه ٣/ ٢٧٩، والمقتضب ٣/ ٥٠، والمقرب ١/ ٢٨٢، والهمع ١/ ٢٩. والشاهد فيه إعراب كلمة (وبار) الثانية مع أن آخرها راء. ووبار اسم موضع. قال ابن منظور: "أرض لعاد غلبت عليها الجن" اللسان (وير).

<<  <  ج: ص:  >  >>