للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقول: لا حول ولا قوة. وهذا هو الوجه الذي هو فتح الأول ورفع الثاني وهو قولك: لا حول ولا قوة.

وقد ذهب بعض الناس إلى أن تقسيمه باعتبار التعليل. والوجه الخامس هو رفع الأول على أن "لا" بمعنى ليس، أو على مذهب أبي العباس (١)، فيكون الوجه السادس معللا بهذا التعليل، وهو بهذا الاعتبار يخالف الوجه الثالث، وهذا غلط، إذ لو قصد ذلك لكانت وجوهاً كثيرة، لأن رفعهما جميعاً يجوز أن يكون للوجهين الذين ذكرناهما، وأن يكون على مذهب أبي العباس. أو على أن "لا" بمعنى ليس. وهذه أربعة أوجه. فدل ذلك على أنه لم يقصد إلا صورة الأحكام لا إلى تعليلها، وأن قوله: "وأن تعكس هذا"، وقع غلطاً، وكثيراً ما يغلط العلماء في مثل ذلك عند التقسيم.

[إملاء ٨٦]

[خبر ما ولا المشبهتين بليس]

قال صاحب الكتاب (٢): "هذا التشبيه لغة أهل الحجاز وأما بنو تميم فيرفعون ما بعدهما على الابتداء ويقرأون: {ما هذا بشر} (٣)، إلا من دري كيف هي في الصحف".

لغة أهل الحجاز على خلاف القياس عند النحويين (٤). ولغة بني تميم


(١) مذهبه جواز الرفع بلا من غير تكرير. فهو لا يرى بأساً أن تقول: لا رجل في الدار. انظر المقتضب ٤/ ٣٥٩.
(٢) ص ٨٢.
(٣) المؤمنون: ٢٤.
(٤) ويروي عن الأصمعي أنه قال: ما سمعته في شيء من أشعار العرب، يعني نصب خبر ما المشبهة بليس. ابن يعيش ١/ ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>