للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "مررت [به] (١) فإذا له صوت صوت حمار وإذا له صراخ صراح الثكلى وإذا له دق دقك بالمنحاز حب القلقل (٢) ". ضابط هذا: أن يتقدم اسم فعل، يعني مصدراً منسوباً إلى من قام به وبعده مصدر في معناه، فإنه ينصب على الوجه المختار (٣)، فيستغنى بما تقدم من ذكر اسم الفعل المنسوب عن الفعل الناصب لأنه قرينة ولفظ كما تقدم. وهل الناصب له نفس ما تقدم فيقوم مقام الفعل أو الناصب له فعل آخر مقدر؟ فيه خلاف بين النحويين (٤). ظاهر كلامه أنه بفعل مقدر، لأن الكلام في تقسيم ما ينتصب بفعل واجب إضماره. وعلى التقدير الآخر لا يكون منصوباً بفعل مضمر. وقولنا: اسم فعل منسوب إلى من قام به، احتراز من أن يكون غير اسم فعل، كقولك: فإذا له يد يد الثور (٥)، واحتراز من أن لا يذكر شيء في موضعه أصلا، كقولك: فإذا له صوت حمار. وقولنا: إلى من قام به، احتراز من قولك: فإذا صوت صوت حمار.


(١) زيادة من المفصل ص ٣٢.
(٢) المنحاز: الهاون. اللسان (نحز). والقلقل: شجر أو نبت له حب أسود. قال ابن منظور: "والعامة تقول: حب الفلفل، وهو تصحيف. إنما هو بالقاف وهو أصلب ما يكون من الحبوب". اللسان (قلقل).
(٣) قال سيبويه: "فإنما انتصب هذا لأنك مررت به في حال تصويت ولم ترد أن تجعل الآخر صفة للأول ولا بدلاً منه. ولكنك لما قلت: له صوت، علم أنه قد كان ثم عمل، فصار قولك: له صوت، بمنزلة قولك: فإذا هو يصوت، فحملت الثاني على المعنى". الكتاب ١/ ٣٥٦.
(٤) قال سيبويه: "ويدلك على أنك إذا قلت: فإذا له صوت صوت حمار، فقد أضمرت فعلاً بعد له صوت، وصوت حمار انتصب على أنه مثال أو حال يخرج عليه الفعل – أنك إذا أظهرت الفعل الذي لا يكون الصدر بدلاً منه احتجت إلى فعل آخر تضمره". الكتاب ١/ ٣٥٧.
(٥) قال سيبويه: هذا باب لا يكون فيه إلا الرفع، وذلك قولك: له يد يد الثور، وله رأس رأس الحمار، لأن هذا اسم، ولا يتوهم على الرجل أنه يصنع يداً ولا رجلاً، وليس بفعل". الكتاب ١/ ٣٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>