للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفاظه فقام ابن الحاجب بأداء هذه المهمة، كما فعل في الإملاء (٣٠) عندما أملي على قول الشاعر:

أخا الحرب لباساً إليها جلالها ... وليس بولاج الخوالف أعقلا

...

وكذلك في الإملاء (٣٨) على قول الشاعر:

لها أشارير من لحم تتمره ... من الثعالي ووخز من أرانيها

...

ولم يكن ابن الحاجب يراعي الدقة أحياناً في نقل بعض عبارات المفصل، مع الاختصار الذي لا يوضح المراد منها. من ذلك ما جاء في الإملاء (١): وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثماني عشرة على قول الزمخشري: "فإنه موضع للجنس بأسره". وعبارة المفصل: "فإن العلم فيه للجنس بأسره" (١). ومن اختصاره قوله في الإملاء (٨٢): "شبه الحال بالمفول من حيث إنها مفعول يها". وعبارة المفصل: "شبه الحال بالمفول من حيث إنها فصلة مثله جاءت بعد مضي الجملة ولها بالظرف شبه خاص من حيث إنها مفول فيها" (٢).

لقد وافق ابن الحاجب الزمخشري في بعض آرائه ودافع عنه ورد ما ورد عليه من اعتراض، وليس معنى ذلك أنه يسير في ركابه دائماً، بل نراه في كثير من الآراء يخالفه، من ذلك ما جاء في الإملاء (١) على قول الزمخشري: "الكلمة هي اللفظة الدالة على معنى مفرد بالوضع" (٣). فاعترض ابن الحاجب على قوله: اللفظة، وقال: "الأول أن يقال: اللفظ الدال". ومن ذلك ما جاء في الإملاء (١٨) على قول الزمخشري في حد المبنى: "هو الذي سكون آخره


(١) المفصل ص (دار الجيل. بيروت).
(٢) المفصل ص ٦١.
(٣) المفصل ص ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>