للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهات: منها: أنه لا يلزم من كونه من باب ما يصح دخول العوامل عليه أن تدخل جميعها عليه، لأن: من زيد؟ من جملة هذا الباب، ولا تدخل "إن" وجميع بابها عليه. وإذا كان جميع الباب ممتنعا عن مثله فهو أجدر بذلك لجواز إدخال العوامل عليه بتقدم الخبر عند إرادته. ومنها: أنهم يقولون: حق أن زيدا منطلق. ومعلوم أن دخول "أن" مع تقديم الخبر ممتنع، فكان تقديم "أن" لأنه الأصل أولى إذا اتفقوا في امتناع دخول العوامل في الحالين جميعا. ومنها: أن الاتفاق على جواز وقوع "أن" مبتدأة بعد "إذا" في مثل قولهم: إذا أنه عبد القفا (١). وكان يجب عندهم أن لا يجوز لأنه مهيأ لدخول العوامل عليه، فقد انتقض تعليلهم لجواز فتح "أن" بعد "إذا".ومنها: أنه يجب أن تفتح "أن" بعد "لولا"، والأمر فيه على ما تقدم في "إذا" إلا أنه في "لولا" واجب (٢)، وفي "إذا" جائر. ولو قيل: لأنه يؤدي إلى إدخال اللبس بين "أن" التي بمعنى لعل وبين "أن" هذه لأنهم يقولون: أن زيدا قائم، بمعنى: لعل زيدا قائم. ومنه قوله تعالى: [أنها إذا جاءت لا يؤمنونٍ] (٣). وهذه التي بمعنى "لعل" يجب أن


(١) البيت بتمامه:
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا ... إذا أنه عبد القفا واللهازم
وهو من البحر الطويل ولم قائله. انظر الكتاب ٣/ ١٤٤. والشاهد فيه قوله: إذا أنه، حيث يجوز كسر الهمزة وفتحها. واللهازم: أصول الحنكين، واحدتها لهزمة.اللسان (لهزم). ورواه سيبويه: إذا إنه. وقال: ولو قلت:"مررت فإذا أنه عبد، جاز".
(٢) قال سيبويه: "وتقول: لولا أنه منطلق لفعلت، فأن مبنية على لولا كما تبنى عليها الأسماء". الكتاب٣/ ١٢٠.
(٣) الأنعام:١٠٩. قال سيبويه: "وأهل المدينة يقولون: أنها. فقال الخليل: هي بمنزلة قول العرب: ائت السوق أنك تشتري لنا شيئا، أي: لعلك، فكأنه قال: لعلها إذا جاءت لا يؤمنون" الكتاب٣/ ١٢٢. وقد رجح الزجاج قول الخليل، ورده الفارسي انظر مغني اللبيب: ١/ ٢٧٨ (دمشق).

<<  <  ج: ص:  >  >>