للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكروه بعينه حاصل. وأيضا فإن "زيد العالم" جائز باتفاق مع صحة أن يكون العالم صفة. وأيضا فإن المقصود بيان تخصيص المبتدأ ليقرب من المعرفة، وليس في انتفاء اللبس عن كونه موصوفا تخصيص له.

ومنها: أن يقع المبتدأ مصدرا في معنى الدعاء كقولهم: سلام عليكم، و [ويل للمطففين] (١). وإنما جاز في مثل ذلك لأن الأصل: سلاما عليكم، إذ المعنى عليه. قال الله تعالى: [قالوا سلاما قال سلام] (٢). وإذا كان المعنى عليه فقد علم أن المراد: سلمت سلاما. وإذا كان كذلك وقد حذف الفعل بعد أن علم كان "سلام" متخصصا في المعنى بنسبته إلى من قام به، والتقدير: سلام مني، أو سلام من الله أو نحو ذلك. ولما كان هذا المعنى مفهوما منه صار كأنه مذكور (٣). ولا فرق في الصفة بين أن تذكر لفظا وبين أن تكون معلومة. ومن ثم جاز: السمن منوان (٤) بدرهم، و"منوان" مبتدأ نكرة، لما كان المعنى: منوان منه. فتنزل ما هو معلوم من جهة المعنى منزلة المذكور، فكذلك: سلام عليكم.

[إملاء ٧٥]

[مسائل في الخبر]

وقال ممليا [بدمشق سنة سبع عشرة وستمائة] (٥) على قوله (٦): "والخبر قد


(١) المطففين: ١.
(٢) هود:٧٩.
(٣) قال الرضي: "وإنما تأخر الخبر عنه مع كونه جارا ومجرورا لتقديم الأهم للتبادر إلى ما هو المراد. إذ لو قدمت الخبر وقلت: عليك، فقبل أن تقول: سلام، ربما يذهب الوهم إلى اللعنة فيظن أن المراد عليك اللعنة". شرح الكافية ١/ ٩٠.
(٤) مفردها منا. وهو المكيال الذي يكيلون به السمن. اللسان (متى).
(٥) زيادة من ب، د.
(٦) الكافية ص٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>