للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز أن يكون " أحيا" من باب أفعل التفضيل حذف المضاف إليه استغناء عنه بما عطف عليه مما شرك بينه وبينه فيه. كأنه قال: أحيا ما قاسيت وأيسر ما قاسيت، فحذف المضاف إليه من الأول استغناء عنه بالثاني، أو حذف المضاف إليه من الثاني استغناء عنه بالأول، ثم أخر ليعتمد الناني عليه من حيث اللفظ كما في قولك: نصف وربع درهم، وكقوله:

إلا علالة أوبداهة سابح (١)

ويكون مبتدأ، خبره " ما قتلا" إن كانت " ما" في: ما قاسيت، بمعنى الذي على القول بأن أفعل التفضيل يكتسب التعريف بالإضافة (٢)، وعلى القول بأن المعرفة تتعين بتقدمها للابتداء وإن كانت مشتقة. أو يكون خبرا مقدما على القول بأن أفعل التفضيل لا يكتسب تعريفا بالإضافة، وعلى القول بأن المشتق يتعين للخبر وإن كان معرفة ومقدما. فإن كانت " ما" بمعنى شيء فخبر مبتدأ باتفاق. وأما " أحيا" باعتبار المعنى فيجوز أن يكون مأخوذا من: حيي الشيء، إذا كانت فيه حياة. كأنه قال: أظهر شيء فيه حياة مما قاسيته يقتل. ويجوز أن


(١) البيت بتمامه:
إلا ... علالة ... أو ... بداهة ... قارح ... نهد ... الجزارة
وهو من مجزوء الكامل وقائله الأعش. انظئ ديوانه ص١٥٩ (تحقيق الدكتور محمد حسين). والبيت من شواهد سيبويه١/ ١٧٩. والمقتضب٤/ ٢٢٨. والخصائص ٢/ ٤٠٧. البداهة: أول جري الفرس، والعلالة: جرى بعد جريه الأول، والقارح: من الخيل الذي بلغ أقصى أسنانه، والجزارة: الرأس والقوائم. والنهد: العظيم. والشاهد فيه الفصل بين المضاف والمضاف إليه باسم يقتضي الإضافة أيضا وهو (بداهة). فأنزلا منزلة اسم واحد مضاف.
(٢) قال سيبويه: " وإنما أثبتوا الألف واللام في قولهم: أفضل الناس، لأن الأول قد يصير به معرفة". الكتاب ١/ ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>