للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجوزا للمبالغة، والضمير في " وراءه" لا يمنع من ذلك، لأن المصحح للحال إنما هي الواو، فتكون لما قصده المتكلم لا لما فيها ضميره. إذ قد يكون الضمير فيها وهي حال من غير صاحبه كقولك: ضربت رجلا وأبوه قائم، فإنه حال من التاء في: "ضربت" لا من "رجل" وإن كانت مشتملة على ضمير رجل عرية عن ضمير صاحب الحال، لأن المصحح هو الواو، ولا أثر للضمير في صحة تصحيح ولا تعيين.

[إملاء ٩]

[معنى وإعراب بيت للمتنبي]

وقال ممليا على قول المتنبي [بدمشق سنة ثماني عشرة] (١):

ترابه في كلاب كحل أعينها ... وسيفه في جناب يسبق العذلا (٢)

يجوز أن يتعلق " في كلاب" بالمعنى في قوله: ترابه، على معنى: تراب غاراته في كلاب، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. أو أراد بالتراب الغارات لملازمتها لها (٣). ويجوز أن يتعلق بالمعنى في قوله: كحل أعينها، أي: ملازم للأعين في كلاب، فلما قدم " في كلاب" أعاد الضمير عليه في قوله: كحل أعينها. ويجوز أن يتعلق بما دل عليه " كحل" من المصدر، أي: كحل الأعين في كلاب، تعلق الجار بالمصدر، ثم أضمر على ما تقدم. ويجوز أن يتعلق بمثل المحذوف المقدر، أي: ترابه مماثل لكحل الأعين في كلاب، ثم قدم وأضمر، والمعنى موافق لجميع ذلك.


(١) زيادة من ب، د.
(٢) البيت من البحر البسيط وهو من قصيدة قالها في مدح سعيد بن عبد الله بن الحسين الكلابي. انظر الديوان ٣/ ١٦٧. كلاب وجناب: قبيلتان. الأولى قبيلة الممدوح والثانية قبيلة عدوه.
(٣) لها: سقطت من د.

<<  <  ج: ص:  >  >>