للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٣٠]

[توجيه إعراب كلمة في بيت لحميد الأرقط]

وقال ممليا على قول الشاعر:

فأصبحوا والنوي عالي معرسهم ... وليس كل النوى يلقى المساكين (١)

يجوز الرفع والنصب في " كل"، والنصب أوجه. فالرفع على وجهين: على أن يكون اسما لليس، وعلى أن يكون مبتدأ، ويكون في "ليس" ضمير الشأن. ويضعفان لحذف الضمير العائد على (٢) المبتدأ أو ما هو في معنى المبتدأ، إذ التقدير: يلقيه المساكين. وعلى أنه قد جاء مثل ذلك في قراءة ابن عامر في قوله: {وكلا وعد الله الحسنى} (٣)، والتقدير: وكل وعده الله الحسنى. ولولا هذا التقدير لم يستقم الرفع. إلا أن النصب أوجه؛ لأنه مثل النصب في قوله: {وكلا وعد الله الحسنى}. فـ " كل النوى" مفعول بـ " يلقى" قدم على فعله (٤). وفي " ليس" ضمير الشأن، وليس في ضمير الشأن بعد، بل هو باب واسع، فجاء النصب على وجه لا مضعف له ولم ينفك الرفع عن مضعف على ما تقدم. فأما ما يتوهم من أن " المساكين" مبتدأ، و"كل النوي" مفعول بـ " يلقى"


(١) البيت من البحر البسيط وقائله حيمد الأرقط. وهو من شواهد سيبويه ١/ ٧٠، والمقتضب ٤/ ١٠٠، وأمالي ابن الشجري ٢/ ٢٠٣. والمعرس: المنزل الذي ينزل فيه المسافر ليلا. اللسان (عرس). ورواية سيبويه: تلقى.
(٢) في س: إلى.
(٣) الحديد: ١٠. وقد قرأها ابن عامر بالرفع على أنه مبتدأ. انظر البحر المحيط ٨/ ٢١٩.
(٤) قال سيبويه: "ولكنه انتصب على تلقى. ولايجوز أن تحمل المساكين على ليس وقد قدمت فجعلت الذي يعمل فيه الفعل الآخر يلي الأول، وهذا لا يحسن"، الكتاب١/ ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>