للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللفظي فقلبت الألف الأولى هاء، كما قلبت ألف الشرطية في قولهم: مهما، وهي عند الأكثرين أصلها: ماما (١)، وليس ذلك بقياس، وإنما هو حمل لفظ العربي على ما يحتمله مما هو من جنس كلامهم. وليس من القياس المختلف فيه في شيء. يجوز أن يكون "ما" الأولى قدر الوقف عليها فقلبت ألفها هاء ثم أجري الوصل مجرى الوقف. والوجه الأول أوجه وأوضح. والباء في قوله: "بنعلي" (٢)، يعني: أذهبهما وأضلهما عني (٣). يقال: أذهبته وذهبت به، بمعنى واحد. و"سرباليه" معطوف على قوله: بنعلي. و" ما" في موضع رفع بالابتداء، إذ ليس بعدها فعل مسلط عليها. وكل ما كان كذلك من هذا الباب مرفوع (٤) علي الابتداء. و"الليلة" ظرف معمول، إما لمتعلق الجار في قوله: لي، لأنه خبر المبتدأ، يتعلق بمحذوف، أي: ما حصل لي واستقر، وإما بما تضمنه معنى الجملة الكبرى بكمالها، لأن معناها. ما أصنع وما ألابس؟ مثله في: ما لك واقفا؟.


(١) قال سيبويه: " ولكنهم استقبحوا أن يكرروا لفظا واحدا فيقولوا: ماما، فأبدلت الهاء من الألف الأولى". الكتاب ٣/ ٦٠.
(٢) ونقل البغدادي عن الفارسي جواز كونها زائدة. كأنه قال: أودى نعلاي. انظر الخزانة ٩/ ٢٠ (هارون).
(٣) لم يتعرض ابن الحاجب لشرح الفاعل في قوله: أودى. ويجوز أن يكون التقدير: أودى مود، أي: ذهب ذاهب. ومذهب أبي علي أحسن، لأنه لا يؤدي إلى مثل هذا التقدير ..
(٤) في الأصل وفي م، د: مرفوعا. وهو خطأ لأنه خبر المبتدأ (كل).

<<  <  ج: ص:  >  >>