للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو ما في معناه خبرا أو صفة أو حالا فمعناه الحكم على كل واحد من آحاده بأنه على نحو الواحد من العدد المكرر. فمثال الخبر قوله عليه السلام: " صلاة الليل مثنى مثنى" (١). ومثال الصفة قوله تعالى: {أولى أجنحة مثنى} (٢). ومثال الحال: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} (٣).ومثال العدد المكرر قولك: صلاة الليل اثنتان اثنتان، وكذلك الباقيان. ومثال ما هو في معنى العدد المكرر ما تقدم في الأول. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " صلاة الليل مثنى مثنى"، "مثنى" (٤) الثانية جاءت على جهة التأكيد، كأنه قال: اثنتان اثنتان، اثنتان اثنتان. ألا ترى أن واحدة تفيد المعنى المقصود. وإذا كرر اللفظ الذي بمعناه فهو تأكيد لفظي، فكذلك هذا. ولا خلاف أن معنى مثنى: اثنين اثنين، وأن معنى اثنين اثنين وشبهه ما تقدم ذكره. ولذلك اتفق النحويون أن مثنى وشبهه معدول عن لفظ اثنين اثنين، ولذلك امتنع من الصرف بانضمامه إلى الصفة. ومن النحويين من زعم أنه معدول من جهتين (٥)، وأن الوصفية لا أثر لها، إما للاستغناء عنها، وإما لأن الاسم ليس بصفة لأن أسماء الأعداد ليست بصفات، وإن جرت في موضع صفات فبتأويل لا يوجب كون الصفة فيها معتبرة. ألا ترى أنك تقول: مررت بنسوة أربع، فتصرفه باتفاق، ولو كانت الصفة الطارئة على اسم العدد معتبرة لوجب منع صرفه، فقال على هذا: العدل من جهتين، وجعله بمثابة الجمع


(١) سبق في الإملاء (٤٣) من الأمالي على الأبيات. ص: ٦٧٧.
(٢) فاطر: ١.
(٣) النساء:٣.
(٤) مثنى: سقطت من ب، م، س.
(٥) قال أبو البركات الأنباري: "فدل أنه معدول من جهة اللفظ والمعنى". انظر أسرار العربية ص ٣١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>