للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا مضافة فلما كانت كذلك جعل التنوين فيها على نحو ما ذكر، وليس كذلك ما نحن فيه. إذ هذا تستعمله مضافا وغير مضاف، فتقول: هذه ألف وألفك وألف زيد، فظهر الفرق بين هذا وذاك.

[إملاء ١٠٨]

[الكلام على "غدوة" وأخواتها]

وقال ممليا: غدوة وبكرة وسحر وفينة، أعطوها حكم الأعلام وليست أعلاما على نحو: زيد وعمرو، إنما هي على نحو: أسامة. والذي يدل عليه صلاحيتها لغدوة كل يوم تدخله معها، وهذا هو وضع أسامة (١). إلا أنها اختصت باستعمالها في غدوة يوم معلوم في كلامك أو من قرينة. فإذا قلت: خرجت يوم الجمعة غدوة، فمدلوله غدوة يوم الجمعة، وكذلك ما أشبهه. وهذا لا يخرجه عن أن يكون كوضع أسامة لصلاحية إطلاقه على كل غدوة كصلاحية أسامة. وإنما هو لما أمكن أن يكون معينا باعتبار يوم يذكر، اشترط في استعماله ذلك ليكون كالتوفية له لما يستحقه من التعريف. والذي يدل عليه أنه علم كونهم منعوه الصرف (٢)، وما لم تقدر (٣) فيه


(١) لأنه يصح استعماله لكل فرد من الآساد، فهو علم جنسي.
(٢) قال ابن الجاجب: "والدليل على أنه علم قولهم: سير عليه فرسه غدوة، فغدوة غير منصرف، ولو لم يكن علما لوجب صرفه، إذ ليس فيه إلا التأنيث اللفظي بالتاء، ولا يكون علة إلا مع العلمية". انظر: الإيضاح ١/ ٩٢ وقال سيبويه: "اعلم أن غدوة وبكرة جعلت كل واحدة منهما اسما للحين، كما جعلوا أم حبين اسما للدابة معرفة". الكتاب ٣/ ٢٩٣. وانظر: المقتضب ٣/ ٣٧٩، والمفصل ص ١١.
(٣) في ب: يقدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>