للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه لم يسق إلا للإعلام بأنهم الغالبون دون غيرهم، وكذلك. وقوله: {وأن المسرفين هم أصحاب النار} (١). {وإن ربك لهو العزيز الرحيم} (٢). وهذا معنى الحصر. والثاني: أنه لم يوضع إلا لفائدة، ولا فائدة في مثل قوله (٣): {ولكن كانوا هم الظالمين} (٤)، سوى الحصر (٥).

[إملاء ١٣٤]

[وجه حذف حرف الجر في باب "أن" و"أن"]

وقال ممليا: إنما حذف حرف الجر في باب: أن وأن، ولم يحذف في باب الأسد، في امتناع قولهم: إياك الأسد، بتقدير: من، لأن "أن" و"أن" حرفان موصولان بجملة معهما كالاسم، فاستطيلت مع نفي الالباس، فحذف حرف الجر معها تخفيفا، بخلاف الأسد، فإنه اسم مفرد، فلا يلزم من حذف حرف الجر فيما ذكرناه أن يحذف في باب الأسد. وقوله: مع نفي الإلباس، احتراز من مثل قولهم: عجبت من ما تصنع، فإن "ما" حرف مصدري كأن وأن، ولكنه لا يحذف منه "من"، لأنها لو حذفت عنها لالتبست بـ "ما" التي بمعنى الذي، لأن صورتها واحدة، فلما كان الحذف يؤدي إلى اللبس لم يحذف حرف الجر، وحذف فيما ذكرناه لما ذكر.


(١) غافر:٤٣.
(٢) الشعراء:٩.
(٣) في الأصل وفي ب، د، س: وقولك. وهو سهو.
(٤) الزخرف: ٧٦.
(٥) ذكرا بن الحاجب وجهي الاستدلال لهذا الزعم، ولكنه لم يرد على ذلك، ولم يبد رأيه في هذا الزعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>