للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذكورة، لأن "لا" لا تحذف في مثل ذلك، وإنما قدر حرف النداء ههنا دون ثم لكثرة النداء في كلامهم. الوجه الثاني: أن "لا" بني اسمها معها إلى أن صار الاسم ممتزجا امتزاج المركبات، ولا يمكن بقاء ذلك مع حذفها، ولم يبنوه بناء منهم على امتزاجه بالأولى، لأنه قد فصل بينهما بكلمتين، ولئلا يؤدي إلى امتزاج أربع كلمات.

[إملاء ١٧٣]

[لا يجوز حذف حرف النداء في مثل قولهم: رجل وامرأة]

وقال: إنما لم يحذف حرف النداء في مثل قولهم: رجل وامرأة وشبهه (١)، لأن الأصل: يا أيها الرجل ويا أيها (٢) المرأة، فاستغنوا بقولهم عن الألف واللام لدلالتها على التعريف المستفاد من الألف واللام. ولما حذفت الألف واللام استغني عن "أيها" لأنها إنما وضعت وصلة إلى نداء ما فيه الألف واللام فبقي: يارجل. فلو حذف حرف النداء لكثر الحذف وأخل، فكره لذلك (٣). ويجوز أن يقال: إنما لم يحذف لأنه ناب مناب حرف التريف المراد معناه في قولك: الرجل. فكما لا يجوز حذف المعرض عنه عند انفراده فكذلك لا يجوز حذف عوضه الذي هو منزل منزلته، بخلاف يا زيد، فإن تعريقه لم يكن


(١) لا يجوز حذف حرف النداء م اسم الجنس والإشارة والمستغاث والمندوب. والمقصود بالجنس ما كان نكرة قبل النداء. انظر الرضي ١/ ١٥٩.
(٢) كذا في جميع النسخ. والظاهر أنه جائز. انظر سيبويه ٢/ ١٨٨.
(٣) قال أبو البركات الأنباري: "يجوز حذف حرف النداء إلا مع النكرة والمبهم، لأن الأصل فيهما النداء بـ (أي) نحو: يا أيها الرجل، ياأيهذا الرجل، فلما اطرحوا أيا والألف واللام، لم يطرحوا حرف النداء، لئلا يؤدي ذلك إلى الاجحاف بالاسم:. أسرار العربية ص ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>