للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٢١٢]

["من" و"ما" الموصولتان لا يوصفان ولا يوصف بهما]

وقال ممليا: "من" و"ما" اللتان بمعنى الذي لا يوصفان ولا يوصف بهما. وإنما كان كذلك، أما كونهما لا يوصف بهما فإنهما (١) وضعا للموصوف والصفة جميعا، وما وضع اسما لا يوصف به. وأما كونهما لا يوصفان فلأنهما لو وصفا بمفرد كان على خلاف وضعهما لبيانهما بالنسب لا بالمفردات كجميع الموصولات. ولو وصفا بجملة لكان على خلاف قياس الصفات في وصف المعارف بالنكرات. فإن قصد إلى بيانهما بنسبة أخرى عطفت تلك الجملة على الجملة التي جرت صلة، فيحصل الغرض المطلوب كقولك: جاءني من أكرمك وكاتب أباك، ونحو ذلك.

[إملاء ٢١٣]

[وجه جعل الفاعل في "حبذا" اسم الإشارة دون غيره]

وقال ممليا: إنما كان فاعل "حبذا" اسم الإشارة دون غيره (٢)، لأن الغرض إبهام الفاعل ليفسر بالمخصوص على سبيل التأكيد والتعظيم وعلى وجه لا يحتاج إلى تمييز. فلم يجدوا أشبه من "ذا" لإبهامها، ولما فيها من الاختصار.


(١) في ب، د: فلأنهما.
(٢) وعند المبرد أن تركيب (حب) مع (ذا) أزال فعلية (حب) فصارت حب مع (ذا) اسما واحدا، وهو مبتدأ. انظر المقتضب ٢/ ١٤٥. والذي ذكره ابن الحاجب من أن (ذا) فاعل هو مذهب سيبويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>