للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ١]

[توجيه الرفع في قوله تعالى "تقاتلونهم أو يسلمون"] (١)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمينن وصلواته على خير خلقه محمد وآله أجمعين. قال الشيخ الإمام العلامة جمال الدين أبو عمرو بن الحاجب رحمه الله مملياً بدمشق المحروسة سنة سبع عشرة وستمائة: [قوله تعالى] (٢): "تقاتلونهم أو يسلمون" (٣) للرفع وجهان (٤): أحدهما: أن يكون مشركاً بينه وبين (تقاتلونهم) في العطف. والآخر أن يكون جملة مستقلة معطوفة على الجملة التي قبلها باعتبار الجملة، لا باعتبار الإفراد (٥)، و (تقاتلونهم) فيه معنى الأمر، وإن كانت صيغته صيغة الخبر. ولا يستقيم أن يكون مجرداً عن معنى الأمر لأنه يؤدي إلى أن لا ينفك الوجود عن أحدهما لصدق الإخبار،


(١) ترقيم الإملاءات ووضع عناوينها من عملي.
(٢) زيادة على الأصل من النسخ الأخرى.
(٣) الفتح: ١٦.
(٤) وهي قراءة الجمهور. وقرأ أبي وزيد بن علي بحذف النون منصوباً بإضمار (أن). انظر البحر المحيط لأبي حيان ٨/ ٩٤ (مطبعة السعادة بمصر).
(٥) قال ابن الحاجب: "والرفع على الاشتراك بين يسلمون وتقاتلونهم على معنى التشريك بينهما في عامل واحد، حتى كأنك عطفت خبراً على خبر أو على الابتداء". انظر الإيضاح في شرح المفصل ٢/ ٢٣ (تحقيق وتقديم الدكتور موسى بناي العليلي). وقال سيبويه: "إن شئت كان على الإشراك، وإن شئت كان على: أو هم يسلمون". الكتاب ٣/ ٤٧. وانظر المفصل ص ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>