للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عينها، فرقَّ لها، فقلتُ في نفسي: إما أن تفوتني، وإما أن أفجعه بها. فقال لي: يا أبا سعيد، هل لك في الفداء! قلتُ: نعم، أعز الله الأمير. فقال: هاتوا ألف دينار. قال: فجيء بالمال، فقال لخادم له: احمله مع أبي سعيد. فخرج معي الخادمُ بالمال، فلما صرنا في الدِّهليز قال لي الخادم: يا أبا سعيد، أظننتَ أنَّ الأمير يهب لك الجارية؟ قلت: نعم. قال: إنما أراد أن يفزِّعها بك.

الخُشَنِيُّ قال: كان أبو عبيده أكثرَ علمًا من الأصمعيِّ وأكثر أخبارًا وكتبًا، وكان الأصمعي أحضرَ جوابًا، وأرضى عند الناس، ولم يُتَّهم الأصمعيُّ في شيء من دينه، وكان الشعر للأصمعي، والأخبار لأبي عبيدة. ورُوي ذلك عن أبي حاتم.

وقال أبو حاتم: قلتُ للأصمعيِّ: إن الناس يحملون عنك أنك تَرْوي أربعة عشر ألف أرجوزة. قال: أنا أروي ستة عشر ألف أرجوزة، إلا أن منها قصارًا وطوالًا.

مروان قال: سمعتُ عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي قال: رأيت عبد الرحمن بن مهدي مرَّ بعمِّي فقال: السلام عليك يا أبا سعيد. فقال له عمي: إلى أين يا أبا سعيد؟ قال: أردتُ أبا سعيد. يعني يحيى بن سعيد القطَّان.

أبو بكر بن عبد الملك قال: روى أبو العباس محمد بن الحسن الأحول ومحمد بن يزيد المبرد وغيرهما -يزيد بعضهما على بعض وينقص- عن الأصمعي أنه قال: يُقال: قَرَبٌ بَصْباص، وحَذْحَاذ، وحَثْحاث، وحَتْحاتٌ، وجُلْدِيّ، ومُصْعَرٌ، ومُصْعَنْفِرٌ، وفَسْفَاس، إذا كان شديدًا في معنى واحد.

قال أبو بكر محمد بن عبد الملك: حدثني أحمد بن عُبَيد، عن الأصمعيِّ قال: يُقال: سكران لا يَبُتّ؛ الياء مفتوحة والباء مضمومة.

وأنشدنا الأصمعي:

* وقَصْرك أَن يُثْنَى عليك وتُحْمَدَا *

<<  <   >  >>