للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال الأصمعي: ما "جَذعا"؟ قال: الصغير؛ كالجذَع من الغنم، قال: إنما هو "جَدِعًا" سيئ الغذاء، وكذلك المُحثَل والمُقَرْبَبُ والضَّاوي والمودَن. قال المفضل: لا يكون إلا "جَذعًا" في هذا الموضع. قال الأصمعي: لو نفخت في شبُّور اليهود، ما كان إلا "جدعًا"، ولا ترويه بعد اليوم إلا "جَدِعًا".

وأنشد بعضهم لإسحاق الموصلي في الأصمعي:

أليس من العجائب أنَّ قردًا ... أصيمِعَ باهليًّا يَسْتطيلُ

ويزعم أنه قد كان يُفْتِي ... أبا عمرٍو ويسأله الخليلُ

وتوفي بمرو خراسان. قال ابن أبي خيثمة: توفي الأصمعيُّ سنة ستّ عشرة ومئتين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة في صفر. وفي بعض الحكايات: في شهر رمضان.

قال أبو علي: وكان ثقةً عند أصحاب الحديث أيضًا، وأنشد بعضهم يرثي الأصمعي:

لا دَرَّ دَرُّ خطوبِ الدهر إذْ فَجَعَتْ ... بالأصمعي لقد أبقت لنا أسفا

عش ما بدا لك في الدنيا فلست ترى ... ما عشت منه ومن آثاره خَلَفَا

قال أبو حاتم: صحَّف الأصمعيُّ في بيت أوسٍ:

يا عام لو صادفتَ أرماحنا ... لكان مثوى خدِّك الأحزما

يعني بالأحزم، الحزم: الغليظ من الأرض. قال أبو حاتم: والرواة على خلافه، وإنما هو الأخرم -بالراء- وهو طرف أسفل الكتف، أي كنت تقتل فيقطع رأسك على أخرم كتفك.

<<  <   >  >>