للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله، سبحان الله العظيم! تخلَّفتَ عنَّا وحرمتَنا الأنس بك، ولقد قال لي الغلامُ: إنه ما رأى عندك أحدًا. وقد قلتَ له: أنا مع قومٍ من الأعراب، فإذا قضيتُ أَرَبِي معهم أتيتُ. فقال:

لنا جلساءُ ما نملُّ حديثَهُم ... ألبَّاءُ مأمونون غَيْبًا ومشهدًا

يُفيدوننا من علمِهم مثلَ ما مضى ... وعقلًا وتأديبًا ورأيًا مُسدَّدًا

بلا فتنةٍ تُخشَى ولا سوءِ عِشْرَةٍ ... ولا نتَّقي منهم لسانًا ولا يدًا

فإن قلتَ أمواتٌ فما أنت كاذبٌ ... وإن قلتَ أحياءٌ فلست مُفنّدًا

أبو بكر بن عبد الملك قال: أخبرني جدِّي -رحمه الله-، حدثني أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي أنه قال: سُمِّي الشَّجَرُ شَجرًا لاختلافِ أغصانه، ومنهُ: اشْتَجَرَتِ الرِّمَاحُ؛ إذا اختلفتْ بالطَّعنِ. وقد شَجَرَ بينهم أمرٌ؛ إذا اختلفَ. قال اللهُ -جلَّ اسمُه-: {حَتَّى يُحكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُم}.

قال ثعلبٌ: كان الأصمعيُّ يقول: "التَّوْم" بغير همز، و"هما تَوْمَانِ"، وكان ابن الأعرابي يقول: "التَّوْأَم" بالهمز، وهما "تَوْأَمَانِ".

أنشدني أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي:

إلى اللهِ أشكُو مِن خَليلٍ أَوَدُّهُ ... ثلاثَ خِلَالٍ كلُّها لي غَائِضُ

قال: أراد "غَائِظ"، وهو جائز في كلام العرب أن يعاقبوا الظاء بالضاد، و"غائظ" هاهنا ناقص، يريد: كلها يُغيِّرني عمَّا أنا عليه؛ والأول عليه تجري معاني الناس.

وتوفي ابن الأعرابي سنة إحدى وثلاثين ومئتين.

[١٢١ - أبو توبة]

وأخوه أبو العباس يروي عنه، اسمه زياد أبو توبة.

<<  <   >  >>